"التهاب المعدة والأمعاء (gastroenteritis)" هو مرض معدٍ يسبب التهاب الغشاء المخاطي في الجهاز الهضمي، بما في ذلك المعدة والأمعاء. ويُعتبر التهاب المعدة والأمعاء مشكلة شائعة جدًا لدى الأطفال، وسبب رئيسي للعتالل، والذي لا يزال سببًا رئيسيًا لدخول المستشفى، حيث تحدث نحو [5-3] مليارات نوبة من التهاب المعدة والأمعاء في جميع أنحاء العالم كل عام، وأكثر تسجيلًا للحالات يحدث في البلدان النامية بين الأطفال دون سن خمس سنوات. ويعود السبب في ذلك إلى أنه في البلدان النامية التي يكون فيها الأطفال أكثر عرضة للخطر، غالبًا ما يكون من الصعب الوصول إلى الرعاية الصحية المناسبة، مما يؤدي إلى وفاة حوالي 1.5 إلى 2.5 مليون طفل كل عام بسبب الإسهال والجفاف الناجمين عن التهاب المعدة والأمعاء. في البلدان المتقدمة حيث يتم تغذية الأطفال بشكل جيد ويحصلون على الرعاية الطبية الممتازة، فإن العواقب لا تكون شديدة. ومع ذلك، لا يزال التهاب المعدة والأمعاء الحاد مشكلة متكررة في الولايات المتحدة. في كل عام، يتسبب التهاب المعدة والأمعاء بحوالي 1.5 مليون زيارة للطبيب، و 200 ألف حالة دخول في المستشفى، و 300 -100 حالة وفاة.
أعراض التهاب المعدة والأمعاء عادة ما تشمل الإسهال من الخفيف إلى الشديد، قد تكون مصحوبة بنقص الشهية والغثيان والقيء والتشنجات، والانزعاج في البطن. عادةً ما يؤدي إلى مرض بسيط غير معقد يمكن إدارته بأمان في المنزل، ومع ذلك، يمكن أيضًا أن يؤدي إلى الجفاف الشديد، خاصة عند الأطفال الصغار والأطفال الذين يعانون من القيء الشديد.
عادةً ما يكون الإسهال خطيرًا إذا لم يعالج بشكل صحيح لأنه يفقد الأطفال الماء والأملاح. إذا لم يتم إعادة هذه السوائل بسرعة، فقد يصاب الأطفال بالجفاف وقد يحتاجون إلى دخول المستشفى. ويُعد الإسهال على مستوى العالم أحد أسباب الوفاة الرئيسية بين الأطفال دون سن الخامسة. ويستمر الإسهال الحاد أقل من أسبوع، بينما يستمر الإسهال المزمن لمدة 14 يومًا أو أكثر، ويشمل ذلك المرضى الذين أصيبوا في البداية بالإسهال الحاد. والسبب الأكثر شيوعًا للإسهال الحاد هو العدوى الفيروسية أو البكتيرية أو الفطرية أو الطفيلية.
الفيروسات هي السبب الأكثر شيوعًا للتهاب المعدة والأمعاء. تختلف أنواع الفيروسات التي تسبب التهاب المعدة والأمعاء من نوع إلى آخر، ومن هذه الفيروسات هي فيروسات الروتا (Rotaviruses)، وهي السبب الأكثر شيوعًا لإصابة التهاب المعدة والأمعاء بين الأطفال الصغار. تحدث حالات العدوى على مدار السنة، ولكن 80٪ منها تحدث بين شهري نوفمبر وأبريل. ويصاب معظم المرضى بعد تناول الطعام الملوث أو شرب المياه الملوثة. وبما أن فيروسات الروتا معديّة جدًا، يمكن أن تنتشر العدوى بسهولة من طفل لاخر. تم إدخال لقاح ضد فيروس الروتا وقد انخفضت الإصابات بالمرض منذ ذلك الحين. الفيروسات الروتا عادة ما تؤثر في الرضع والأطفال الصغار، وهي فيروسات شديدة العدوى. تنتشر العدوى بواسطة انتقال الجراثيم من البراز إلى الفم، والأطفال المصابون قد ينقلون العدوى للكبار. في المناطق ذات المناخ المعتدل، يكون انتشار فيروس الروتا أكثر شيوعًا في فصل الشتاء، بينما في المناطق ذات المناخ المداري يحدث الانتشار على مدار السنة. بالإضافة إلى ذلك، فيروسات أخرى مثل astrovirus و adenovirus يمكن أن تُصيب الأطفال، وتكون العدوى بها أكثر شيوعًا في فصل الشتاء وتنتشر عن طريق انتقال الجراثيم من البراز إلى الفم.
معظم الأطفال المصابين بالإسهال البكتيري لا يحتاجون إلى مضادات حيوية، وسوف يتحسنون مع مرور الوقت وبالرعاية الداعمة. يُسبب الإسهال المستمر فقدانًا كبيرًا للسوائل والعناصر الغذائية الضرورية، مما يؤدي إلى الجفاف الذي يمكن أن يكون خطيرًا لحياة الطفل. علامات الجفاف تشمل جفاف الفم، وزيادة العطش، وعينين غائرتين، وفقدان وزن ملحوظ، وانخفاض في الشهية، وزيادة ضربات القلب.
هذه الدراسة أجريت لتقييم التهاب المعدة والأمعاء بين الأطفال في المستشفيات، وتحديد معدلات الإسهال الحاد والمزمن بين الرضع والأطفال دون سن الخامسة، والعوامل المرتبطة بهذه الحالات.