يعد الأمن السيبراني من أكثر الأمور أهمية في عالم الانترنت في القرن الواحد والعشرين، حيث شهد التطور التكنولوجي وظهور الثورة الصناعية الرابعة وتطور الاتصالات والانترنت السيبراني ثورة في تراسل المعلومات والبيانات والتجارة الإلكترونية، ومع هذا كله كان لابد من إيجاد وسائل وطرق لحماية هذه البيانات والمعلومات على شبكة الانترنت.

فالأمن السيبراني هو مصطلح شامل يطلق على كلاٍ من أمن المعلومات على شبكة الأنترنت وأمن العمليات الإلكترونية وأمن الشبكات وأمن التطبيقات، وهو عبارة عن خطوات الدفاع عن البيانات والمعلومات على جميع الأجهزة الإلكترونية المرتبطة بشبكة الأنترنت من الهجمات الضارة وعمليات القرصنة وسرقة البيانات أو نشر المعلومات المضللة، أو تعطيل العمليات والتخريب. والأمن السيبراني يطبق في جميع العمليات والتطبيقات الإلكترونية بدءاً من المواقع على شبكة الأنترنت الى البنوك والمصارف والحسابات البنكية الى عمليات الأقمار الصناعية والعمليات العسكرية والتحكم بالدرون. والأمن السيبراني كلمة مكونة من مقطعين "الأمن" بمفهومه للدفاع والحماية و"سايبر" من الكلمة اللاتينية والتي تعني الكتروني.

اهمية الامن السيبراني

للأمن السيبراني أهمية كبيرة لكل مجتمع ولكل دولة، فالأمن السيبراني مهم على مستوى الفرد في حماية البيانات الشخصية والصور والملفات والفيديوهات والحسابات الشخصية وكلمات المرور والحسابات البنكية. وعلى مستوى المجتمع، من حيث حماية المجتمع من الهندسة الاجتماعية واستهداف السلوك الاجتماعي والبيانات المجمعة والخصوصيات للمجتمع. وعلى مستوى الشركات والمؤسسات، في حماية الأصول الإلكترونية والبيانات والمعلومات وبيانات الموظفين والسيرفرات والمواقع الإلكترونية. وعلى مستوى الدولة، في حماية أمنها الإلكتروني وحماية الأنظمة المالية والاقتصادية والعسكرية والتلفزيون والراديو من الهجمات الإلكترونية والقرصنة والتعطيل.

وأصبح للأمن السيبراني أهمية كبيرة بحيث أصبحت الخسائر الناتجة عن الهجمات السيبرانية تكلف الشركات والدول مليارات الدولارات سنوياً، حيث تتعرض الدول في اليوم الواحد الى مئات الألاف من الهجمات الإلكترونية ومحاولات تعطيل او سرقة الانظمة والمعلومات وغيرها من الهجمات الإلكترونية. ومن هذا المنطلق عمدت الجامعات الى استحداث أقسام جديده متخصصة في الأمن السيبراني.

ويهدف هذا القسم إلى تزويد الطلاب بالمعارف والمهارات اللازمة لحماية المعلومات والأنظمة والشبكات من الهجمات الإلكترونية، بالإضافة إلى تطوير التطبيقات الآمنة. حيث ان رؤية قسم الأمن السيبراني في جامعة المستقبل تتجسد في التميز الأكاديمي والتقني، حيث يسعى القسم لتزويد الطلاب بالمعرفة العميقة والخبرات العملية في مجال أمن المعلومات والسيبرانيات، وربط هذه المعرفة بمتطلبات سوق العمل المتزايدة، من خلال تقديم برامج دراسية تدمج بين النظريات المتقدمة والتقنيات الحديثة المستخدمة في مجالات الأمان الرقمي. ويهدف القسم إلى تخريج أجيال من الخبراء الذين يمتلكون المهارات اللازمة للتعامل مع التحديات السيبرانية المعقدة في سوق العمل الحديث، مما يسهم في تأمين المؤسسات وحماية البيانات والأنظمة في وجه التهديدات المتزايدة والمتطورة على الإنترنت.

يقدم التخصص في الأمن السيبراني مميزات عديدة منها الطلب المتزايد على المُتخصصين في هذا المجال عبر مُختلف القطاعات، حيث يفتح التخصص في الأمن السيبراني مجموعة واسعة من فرص العمل مثل:
- محلل أمان الشبكات (Network Security Analyst).
- مختص في اختبار الاختراق (Penetration Tester).
- مختص في استجابة الطوارئ السيبرانية (Incident Responder).
- مختص في أمان التطبيقات (Application Security Specialist).
- مسؤول أمان المعلومات (Information Security Officer).
- خبير التحقيق السيبراني (Cybersecurity Forensic Analyst).
- مدير أمان المعلومات (Chief Information Security Officer - CISO).
- استشاري أمان سيبراني (Cybersecurity Consultant).
- مطور أمان البرمجيات (Software Security Developer).
- مدير التحليل الأماني (Security Operations Manager).

يظهر من هذا النطاق الواسع للمجالات المتاحة لخريجي الأمن السيبراني، أن هذه المهن تعكس أهمية تخصصاتهم في حماية المعلومات والأنظمة في العصر الرقمي المتطور.

في الختام، يُعد تخصص الأمن السيبراني خيارًا واعدًا في المشهد الرقمي اليوم. مع استمرار تقدّم التكنولوجيا، أصبحت الحاجة إلى المهنيين المُحترفين الذين يُمكنهم حماية البيانات والأنظمة والشبكات من التهديدات السيبرانية أمرًا بالغ الأهمية. يُعتبر الأمن السيبراني من التخصصات الدراسية الناشئة والمطلوبة، حيث يتوجب على الكثير من الأخصائيين والمهنيين الإلمام بالمشهد العام للأمن السيبراني، وذلك في ظل تطوره وتغيره المستمرين. أما مستقبل الأمن السيبراني فإنه يتخطى بكثير حدود حماية البيانات والمعلومات، ليصل إلى تأمين خطوط الدفاع عن المجتمع ضدّ الهجمات الإلكترونية.