مقالة علمية للدكتورة ( ايمان عبدالعزيز عبدالوهاب ) بعنوان " الترويح وجودة الحياة لطلاب الجامعة " تاريخ الخبر: 09/01/2024 | المشاهدات: 209

مشاركة الخبر :

الترويح وجودة الحياة لطلاب الجامعة
د/ إيمان عبد العزيز عبد الوهاب
أستاذ مساعد بكلية التربية البدنية وعلوم الرياضة وعضو بقسم الشؤون العلمية (شعبة التنمية المستدامة) – جامعة المستقبل – بابل - العراق
[email protected]
على الرغم من كثرة المتغيرات الشاغلة فى الحياة الإنسانية المعاصرة وتعقيدها فقد ازداد متوسط وقت الفراغ الذى يتمتع به الفرد خلال اليوم ، وازدادت بالتالى الحاجة إلى إدارة هذا الوقت بصورة صحيحة ومثمرة ، ويأتى الترويح بأنواعه وجوانبه المختلفة ومفاهيمه المتجددة ليتصدر أهم حاجات الفرد لملىء وقت الفراغ.
وكلمة الترويح Recreation تعنى إعادة الإنتعاش والحيوية ، عن طريق أنشطة تمارس فى أوقات الفراغ ، خالية من إلتزامات العمل ، وتعنى أيضاً " إدخال السرور على النفس " والترويح نشاط هادف وممتع ، يمارس إختيارياً بدافعية ذاتية ، وبوسائل وأشكال عديدة مباحة شرعاً بشرط أن تتم فى أوقات الفراغ .
وللأنشطة الترويحية تصنيفات عديدة ومتنوعة كالأنشطة الفنية (السينما والأدب والمسرح والموسيقى والرسم والتصوير) ، الأنشطة الفكرية (الكتابة والمؤتمرات والإذاعة والتلفزيون وما إلى ذلك)، الأنشطة الاجتماعية (الأسرة والاجتماعات)، الأنشطة العملية (زراعة الحدائق والحرف اليدوية والأعمال اليدوية الخ)، الأنشطة البدنية (الرياضة والمشي والصيد وصيد الأسماك)، وهناك تصنيفات أخرى تشير إلى أن المشاركة في الأنشطة الترويحية تختلف وفقا لأنماط حياة الأفراد وكيفية استخدام الوقت، وتختلف وفقاً لطبيعة البلدان والبنية الاجتماعية والمستوى الثقافي وعادات المجتمع، ويجب أن يكون هناك حرية للأفراد فى اختيار الأنشطة الترويحية.
والشباب الجامعي من الشرائح الاجتماعية التي تتمتع بوقت فراغ قد يكون أطول من وقت الفراغ الذي يتمتع به الفئات والشرائح الأخرى من الذين يمارسون الأعمال الإنتاجية والخدمية، ووقت الفراغ هذا ينبغي أن يمارس الشباب خلاله أنشطة ترويحية إيجابية لها دور فعال في نمو الشخصية. حيث أن مشاركة الطلاب في الأنشطة الترويحية تؤثر بشكل إيجابي على المتغيرات النفسية والاجتماعية والبدنية، الأمر الذي سيؤدي في نهاية المطاف إلى زيادة جودة الحياة والتحصيل الدراسى.
وثقافة الترويح بالنسبة للطالب الجامعي هي جزء من تكوينه الثقافي العام، وبصفة خاصة من خلال ما توفره الجامعة من المعارف وما تكسبه من الوعي بالنشاط الترويحي، ذلك لأن رسالة الجامعة ممتدة فهي تصنع من الطالب إنساناً متكامل البنيان عقلياً بالعلم والمعرفة والثقافة، وجسمانياً بالتربية البدنية والرياضة، واجتماعيا وروحياً بالقيم الدينية والتربية السلوكية.
والجامعة لها دور كبير فى تنمية ميول وإتجاهات الطلاب نحو المشاركة فى الأنشطة الترويحية وذلك من خلال الدعاية والإعلان من قبل الجامعة لبرامج الأنشطة الترويحية ، وتوفير المنشآت والأدوات والأجهزة المرتبطة بالأنشطة المختلفة للترويح وذلك من قبل المسئولين عن الجامعة مما يتيح الفرص للطلاب لممارسة أوجه النشاط التى يميلون إلى ممارستها ، بالإضافة إلى التنويع فى برامج الأنشطة الترويحية المختلفة (الرياضية، الثقافية، الإجتماعية، الفنية، الجوالة، الخدمة العامة) دون قصر الإهتمام على أعضاء الفرق الجامعية أو الموهوبين فى الأنشطة الترويحية ، واختيار الأوقات المناسبة لتنفيذ برامج الأنشطة الترويحية وبما يتمشى مع نظام الدراسة.
وكما أن للترويح أثاراً إيجابية على الفرد فى كونه يعد الفرد وينميه من جميع الجوانب إجتماعيا وبدنيا وصحيا وثقافيا من خلال ممارسة أنشطته المتعددة والشاملة . وللترويح أيضاً أثاره الإيجابية على المجتمع إذ يسهم فى دفع عجلة النهضة الصناعية الحديثة التى أصبحت حديث الدول الكبرى ، وله أهمية فى حل العديد من المشكلات التى تهيمن على سلوك أفراد المجتمع مثل شغل أوقات الفراغ لدى الشباب وارتفاع دخل الفرد والتحول إلى الصناعة .
والنشاط الترويحى أهم متطلبات عصر التكنولوجيا والصناعة لما له من تأثير من الحد من المشاكل المترتبة عنها ، ومن أهم مايميز الترويح أن مايحتوى عليه من برامج ترويحية تؤدى إلى الإقلال من حالات التوتر العصبى والملل والإكتئاب النفسى والقلق ، والتخلص من الأثار المترتبة على حياة الألة التى يعانى منها الأفراد فى هذا العصر ، وتكوين اتجاهات وعادات رياضية وترويحية لضمان ممارسة الأفراد للأنشطة الرياضية والترويحية ، والأنشطة الترويحية ذات الطابع التنافسى تتيح للطلاب التعبير عن ميولهم واتجاهاتهم وتشبع حاجاتهم الاجتماعية والنفسية والقدرة على التعبير عن النفس .
والترويح من العوامل المساعدة على سلامة الصحة النفسية والعقلية ، وتساعد ممارسة الأنشطة الترويحية على إكتساب الطلاب لبعض الخبرات والمهارات والأنماط المعرفية وتنمية الذوق والموهبة ، وتهىء الفرص للإبدع والإبتكار .