مقالة:يــــــــــــدا بــــــيـــــــــــد لترشيــــد استــــهــــــلاك المــــيــــــــــــــــــاه تاريخ الخبر: 05/01/2024 | المشاهدات: 350

مشاركة الخبر :

يشير مفهوم ترشيد استهلاك المياه إلى المحافظة على مصادر المياه وإدارة استخدامها بشكلٍ جيد في المنازل والمؤسسات، وقطاعات الصناعة، والزراعة وغيرها، ويتكوّن الغلاف المائي من البحار، والمحيطات، والأنهار، والمياه الجوفية التي تبلغ نسبتها 3% من مياه الأرض فقط، ويشمل أيضاً القمم والأنهار الجليدية، والمياه السطحيّة، والبُحيرات العذبة، وفي الحين الذي يبلغ فيه استهلاك الناس للمياه العذبة ما يقارب 0.7% من النسبة الكلية للمياه يؤثرهذا الاستهلاك البشري على نطاق الدورة المائية الهيدرولوجية في الطبيعة مما يؤثر بدوره على الحياة البريّة والملاحة والأسماك والإنتاج الزراعي.
تمثّل المياه الشريان الرئيسي للحياة، وهناك دراسات عدّة، تقول إن حروب المستقبل في منطقة الشرق الأوسط على وجه التحديد، ستكون بسبب النزاع حول مصادر المياه، وذلك بسبب النقص السريع الحادث في هذه المصادر في العديد من مناطق العالم ومنطقة الخليج بشكل عام والعراق بشكل خاص ليست استثناءً في هذا المجال، حيث تؤكد الإحصائيات أن نصيب الفرد من المياه العذبة قد نقص بنسبة 90%، خلال السنوات العشرين الماضية، حيث بلغ 907 أمتار مكعبة بعد أن كان 1700 متر مكعب.
أصبح نقص المياه مشكلة تزداد صعوبة في التعامل معها. يعيش أكثر من 40٪ من سكان العالم في منطقة يتجاوز فيها الطلب على المياه إمداداتها مما أدى الى عدم التوازن بين العرض والطلب، إلى جانب المشكلات المستمرة مثل تغير المناخ والنمو السكاني، إلى جعل إعادة استخدام المياه طريقة ضرورية للحفاظ على المياه. كما وتتعرّض الموارد المائية كالبحيرات والأنهار والجداول لضغط نتيجة الطلب الزائد عليها، لا سيما في المدن الكبيرة والمكتظّة بالسكان؛ مما يزيد من خطر حصول أزمة على المياه، حيث يُتوقّع زيادة الطلب على المصادر المائية بشكل أكثر خلال السنوات القادمة، ولا يقتصر خطر الطلب المائي على البشر فقط، بل يضرّ بالنظم البيئية والعمليات الطبيعية التي تحتاج إلى المياه أيضاً. وعليه لترشيد الاستهلاك اهمية كبيرة لِما يترتّب عليه من نتائج إيجابية تنعكس على الإنسان والبيئة، ومن هذه النتائج ما يأتي-
التوفير في تكاليف إنتاج وتوزيع المياه وادّخار الفائض من الماء للمستقبل. الاستفادة من المياه المسحوبة من المسطحات المائية للاستخدام البشري عبر توظيفها في خدمة البيئة بدلاً من استهلاكها من مصادرها, استخدام المياه الفائضة في الزراعة وإنتاج الطاقة والتمتّع بمنظرها الجمالي. زيادة إمدادات المياه غير المحدودة لأماكن أكثر من الأماكن الحالية، والتي قد تكون موارد مياه جوفية أو سطحية. استدامة الموارد المائية عبر إدارتها بشكل جيد، مما يجعل فرصة استفادة النشاط الاقتصادي منها أكبر. خفض كميات إنتاج المياه يساهم في التقليل من استخدام الطاقة وبالتالي التقليل من انبعاثات الغازات التي تسبب الاحتباس الحراري. تحسين عمليات الإمداد بالمياه في مواسم الجفاف وذلك من خلال زيادة الإمداد بشكل أساسي. تقليل قيمة فواتير المياه. الالتزام بالتعليمات والأنظمة، إذ يتطلب حصول الجهات الحكومية على فرصة التقدم والتأهل للحصول على المنح والقروض وتقديمهم خططاً للحفاظ على المياه
وعلى الجميـــــع أن يتحملــــــــوا مســؤوليتهم تجــــاه المياه فهي نعمة وهبنا اياها الخالق عز وجل وربط الحياة بها.
اعداد – ا.د. منى عبدالوهاب خليل / كلية التمريض / جامعة المستقبل