بسم الله الرحمن الرحيم
يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ
صدق الله العلي العظيم
المجادلة 11
منذُ تأسيسِها في العام (2010) بإسم كلية المستقبل الجامعة دَأَبَتْ جامعةُ المستقبل لتكونَ من الجامعاتِ المتقدِّمةِ والمُتَميِّزةِ وصَرْحاً عِلْمياً وحَضَارياً يأخذُ دَوْرَهُ في إعدادِ مِلاكاتٍ عِلْميةٍ مُتخصِّصةٍ من شَأْنِها الإسهامُ في بناءِ نَهْضةِ العراقِ الحديثةِ وتَطْويرِها وإعداد جيلٍ واعدٍ يَتَمتَّعُ بفُرَصِ عَيْشٍ كريمٍ آمنٍ.
وتتطلعُ الجامعةُ لتكونَ في المراكزِ المتقدِّمةِ بين الجامعات؛ ليس على الصَّعيدِ المَحَلِّي فحَسْب، بل على الصَّعيدِ الإقليميِّ والعالَميِّ. وقد تتابعتْ قياداتُ الجامعةِ على تحقيقِ هذا الهَدَفِ، وإنْ تَنَوَّعتْ تَوَجُّهاتُهم وتباينتْ رُؤَاهم، إلا أنَّ الجميعَ تتكاملُ جهودُهم وتَتَّحِدُ مَقَاصِدُهُمْ نَحْوَ تحقيقِ التميُّزِ والوصولِ إلى العالَميَّةِ.
لقد تطورت جامعة المستقبل خلال سنوات تأسيسها لتضم 11 كلية (كلية الصيدلة – كلية طب الاسنان – كلية التمريض – كلية الهندسة والتقنيات الهندسية - كلية القانون – كلية العلوم الادارية – كلية الآداب والعلوم الانسانية – كلية التقنيات والعلوم الطبية والصحية – كلية التربية البدنية وعلوم الرياضة – كلية الفنون الجميلة – كلية العلوم) وبعدد 34 قسما علميا تُغَطِّي مُخْتَلَفَ التَّخَصُّصاتِ العِلْميةِ والإنسانيةِ، والطبية والهندسية.
لقد شهدت البنى التحتية للجامعة تطورا عمرانيا وهندسيا عموديا وافقيا خلال العشر سنوات لأشغالها الموقع الحالي فقد انشأت العديد من المباني متعددة الطوابق لتضم افضل القاعات الدراسية بمختلف المساحات والمختبرات الطبية والعيادات والنوادي الطلابية والمكتبات لقد أسسنا بيئة جامعية تلائم المتطلبات العصرية الحديثة والجو الدراسي وبذلك اصبحت جذب للطلبة من جميع المحافظات المجاورة.
حيث حققت الجامعة تقدما علميا واسعا وتربعها على عرش الصدارة في مجالات مختلفة منها التصنيفات العالمية والبحوث العلمية ونشرها في المستوعبات العالمية ... ولم تقف هنا بل كان للجامعة دورا اساسيا ومهما في مجال التنمية المستدامة وخدمتها العشرات من العوائل المتعففة في داخل محافظة بابل وخارجها واسهمت بشكل واسع وكبير في الحملات التطوعية والنشاطات الطلابية وتميزها فيها بحصولها على المركز الاول على الجامعات والكليات الاهلية ... ويطيب لما ان نكون فخورون بما حققناه من تميز في حصول الجامعة على المرتبة الاولى في التصنيف الوطني العراقي IRU والذي اطلقته وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
اسْتَحْدَثْنا بَرَامِجَ تَدْريبيةً تَطْويريةً لتَدْريسيِّي الجامعةِ، أما الطلبة فكانتْ عنايتُـنا بهم كبيرةً، واهتمامُنا بهم عظيماً؛ لأنَّهُم ثَمَرةُ عَمَلِ الجامعةِ وحُسْنِ أدائها، فعَمِلْنا جاهدينَ لتَحْسينِ مُسْتواهم وتطويرِ قُدُراتِهمِ، وبالفعل تمَّ إيفادُ مجموعةٍ من طَلَبةِ الجامعةِ إلى بعض الجامعاتِ الإقليميةِ والعالميةِ الرَّصينةِ، لتوسيعِ قُدُراتِهِمُ المَعْرفيةِ ولإكسابِهِمْ خِبْرةً عَمَليةً وتَحْقيقِ استفادتِهِمْ من الخبرات من خارج العراق. أما المناهجُ الدِّراسيةُ فقد حَرَصْنا على تَوْجيهِ الكُلِّياتِ وأقسامِها العِلْميةِ بإعادةِ النَّظَرِ بشَكْلٍ دَوْريٍّ في المناهجِ الدِّراسيةِ والعَمَلِ على تَطْويرِها لتواكبَ تطوُّرَ العُلُومِ، وتتناسَبَ مع حاجاتِ المجتمعِ المُسْتَجَدَّةِ.
كما عَمِلْنا باتِّجاهِ إعادةِ تأهيلِ البُنَى التَّحْتيةِ للجامعةِ وتَطْويرِها، فأطلقْنا مَشْروعَ (نحو جامعة مستدامة) لتكونَ الجامعةُ بيئةً عِلْميةً صِحِّيةً جاذبةً، وكذلك تَوَجَّهتْ عِنَايتُنا نَحْوَ المُخْتبراتِ العِلْميةِ والبَحْثيةِ، وخَصَّصْنا نِسْبةً كبيرةً من ميزانيةِ الجامعةِ لذلك ولشراءِ الأجهزةِ العِلْمية المُهَمَّةِ، وغير ذلك. واليومَ مَنْ يَزُورُ الجامعةَ يَجِدُ آثارَ تلك الجُهُودِ ظاهرةً، والإنجازاتِ بارزةً، بحَمْدِ اللهِ تعالى.
ولابُدَّ من الإشارةِ إلى أن العَمَلَ في الجامعةِ على جميعِ المُسْتوياتِ والاتِّجاهاتِ يَسِيرُ على وَفْقِ خُطَّةٍ استراتيجيةٍ تمَّ رَسْمُها بدِقَّةٍ وعنايةٍ بَعْدَ جُهُودٍ مُضْنِيةٍ، وأقرَّها مجلسُ الجامعةِ، وهي خُطَّةٌ تَتَّسِمُ بالواقعيةِ، أي: إنها خُطَّةٌ تتناسبُ مع الإمكاناتِ المتوفِّرةِ قابلةٌ للتَّطْبيقِ، كما إنها خُطَّةٌ تَتَّسِمُ بالمُرُونةِ، أي: إنها خُطَّةٌ تَتَماشَى مع المُسْتَجَدَّاتِ وتتفاعلُ مع تغيُّرِ الظُّروفِ، لذلك فإنها قابلةٌ للتَّحْديثِ والتَّطْويرِ، وهذا ما حَصَلَ في أكثرَ من مناسبةٍ. وعليه فإن سَيْرَ الجامعةِ وتقدُّمَها إنما يكون على وَفْقِ خُطًى مُنْتقاةٍ بعنايةٍ وبَعْدَ دراسةٍ مُعَمَّقةٍ.
ومع كلِّ ما تمَّ تَحْقيقُهُ من إنجازاتٍ فإنَّنا نَطْمَحُ نَحْوَ المَزِيدِ ونَأْمَلُ في مَزِيدٍ من الإنجازاتِ، وهذا لن يَتِمَّ إلا بتظافُرِ الجُهُودِ وتكامُلِ الإمكاناتِ بَعْدَ عَوْنِ الله سبحانه وتَوْفيقِهِ.
وختاماً أقول: إن جامعةَ المستقبل ماضية الى تحقيق اعلى النتائج في جميع المجالات العلمية والاكاديمية والبحثية وتطورها في خدمة المجتمع العراقي وتحقيق اعلى الاهداف في كافة الاصعدة التي تسهم في تقدم العلم وبتخريخ طلبة يجملون كل صفات العلم وما يتيح لهم العمل في كافة مفاصل الدولة.
والله ولي التوفيق
الاستاذ الدكتور
حسـن شــاكر مــجدي
رئيس جامعـــة المستقبـــل