انت الان في قسم تقنيات النباتات الطبية والنواتج الطبيعية

مقالة علمية للتدريسي أ.د مجيد كاظم عباس بعنوان شجرة المعجزة تاريخ الخبر: 22/03/2025 | المشاهدات: 141

مشاركة الخبر :

شجرة المعجزة: المورينغا أوليفيرا
الأستاذ الدكتور مجيد كاظم عباس

تُعرف شجرة المورينغا بأسماء متعددة، منها "حليب الأم" و"شجرة المعجزة" و"شجرة الحياة"، وذلك لما تتمتع به من فوائد غذائية وصحية واسعة النطاق لكل من الإنسان والحيوان. تُعد هذه الشجرة من أكثر النباتات الغنية بالمغذيات على وجه الأرض، مما أكسبها شهرة متزايدة كأحد "الأغذية الخارقة" (Superfood) في الغرب، إلى جانب دورها البارز في مكافحة سوء التغذية، خصوصًا في الدول النامية. يتم الترويج لاستخدام المورينغا بشكل متزايد كوسيلة للحد من سوء التغذية، لا سيما لدى الأطفال الصغار والأمهات المرضعات، حيث تدعمها العديد من المنظمات غير الحكومية التنموية باعتبارها "غذاءً طبيعيًا للمناطق الاستوائية".

الخصائص النباتية لشجرة المورينغا

المورينغا شجرة متساقطة الأوراق ومعمرة، يتراوح ارتفاعها بين 6 إلى 10 أمتار، وهي موطنها الأصلي شمال غرب الهند، وتحديدًا في السفوح الجنوبية لجبال الهيمالايا. تزدهر المورينغا في المناخات الاستوائية وشبه الاستوائية، مما يجعلها خيارًا مثاليًا كشجرة ظل في الحدائق المنزلية، بفضل أوراقها الرقيقة وأغصانها المتدلية وزهورها الجميلة ذات اللون الأصفر الباهت.

تُنتج الشجرة قرونًا طويلة تحتوي على حوالي 20 بذرة ذات حواف مجنحة في كل قرن. تمتاز أزهارها العطرية بتدرجات لونية تتراوح بين الأبيض والقشدي، ولديها القدرة على التزهير طوال العام. يمكن حصاد أول محصول من المورينغا بعد ستة أشهر من زراعة العقل، إلا أن إنتاج الثمار يكون منخفضًا خلال السنوات الأولى. بحلول السنة الثانية، يمكن أن تنتج الشجرة الواحدة حوالي 300 قرن، في حين يزداد الإنتاج إلى 400-500 قرن في السنة الثالثة. وفي الظروف المثلى، قد يصل إنتاج الشجرة الواحدة إلى أكثر من 1000 قرن سنويًا.

عند بلوغ القرون قطرًا يتراوح بين 1-2 سم وسهولة انفصالها عن الأغصان، تكون جاهزة للحصاد. أما الأوراق، فيمكن جمعها في أي وقت، ولكن يُفضل الأوراق الأكبر سنًا عند إنتاج مسحوق المورينغا نظرًا لقيمتها الغذائية العالية.

الاستخدامات الغذائية والصحية

تُعد جميع أجزاء نبات المورينغا صالحة للاستهلاك، بدءًا من الجذور والأوراق والزهور، وصولًا إلى القرون الكبيرة والبذور التي تنمو على الأغصان. غالبًا ما تُطهى الأوراق كنوع من الخضار أو تُستخدم لتحضير الشاي، بينما يتم استخلاص الزيت من البذور لاستخدامه في صناعة العطور والصابون.

تعزى الفوائد الصحية والغذائية لشجرة المورينغا إلى غناها بالمعادن، والفيتامينات C وE، والبروتينات، والأحماض الأمينية الأساسية وغير الأساسية، فضلًا عن المركبات الفينولية مثل حمض الغاليك، الفانيلين، الكيرسيتين، والميريستين، إضافة إلى مجموعة متنوعة من مضادات الأكسدة. تحتوي أوراق وبذور المورينغا على 27 نوعًا من الفيتامينات، و9 أحماض أمينية أساسية، و46 نوعًا من مضادات الأكسدة، ومجموعة واسعة من المعادن، ومستويات مرتفعة من البروتين.

أشارت بعض الدراسات إلى أن المورينغا قد تصبح واحدة من أشهر الأغذية الخارقة عالميًا، حيث ذكرت إحدى الشركات الأمريكية المصنعة لمكملات المورينغا أن كل غرام من أوراق المورينغا يحتوي على سبعة أضعاف كمية فيتامين C الموجودة في البرتقال، وأربعة أضعاف كمية الكالسيوم الموجودة في الحليب، وثلاثة أضعاف كمية البوتاسيوم الموجودة في الموز، وثلاثة أضعاف كمية الحديد الموجودة في السبانخ، عند المقارنة بالوزن الجاف. إضافةً إلى ذلك، توفر أوراق المورينغا بروتينًا كاملًا لاحتوائها على العديد من الأحماض الأمينية الأساسية.

الفوائد الصحية للمورينغا

إلى جانب قيمتها الغذائية العالية، تتمتع المورينغا بخصائص علاجية مثبتة، حيث تساهم في تعزيز المناعة لدى مرضى فيروس نقص المناعة المكتسب (HIV)، كما يُعتقد أنها تخفض ضغط الدم، وتخفف التوتر، وتقاوم الإرهاق، وتحسن صحة الجهاز الهضمي. كذلك، تُستخدم المورينغا كعلاج طبيعي لصحة الشعر والأظافر والبشرة.

تُعزى الخصائص المضادة للالتهابات في المورينغا إلى قدرتها على تثبيط بعض البروتينات والإنزيمات الالتهابية في الجسم، مما يجعلها أكثر فعالية من الكركم كمضاد للالتهابات، نظرًا لسرعة امتصاصها في الجسم. وتشير بعض الأبحاث إلى أن شرب كوب واحد من شاي المورينغا يوميًا قد يساعد في إبطاء عملية الشيخوخة، وحماية الخلايا من الأضرار التأكسدية، وتنظيم مستويات السكر في الدم، ودعم صحة القلب.

الخلاصة

تعتبر شجرة المورينغا مصدرًا فريدًا للغذاء والدواء، حيث تمتلك إمكانات كبيرة في محاربة سوء التغذية وتعزيز الصحة العامة، مما يجعلها خيارًا مثاليًا لدعم الأمن الغذائي في العديد من الدول. ومن خلال انتشار زراعتها واستخدامها، يمكن تحقيق فوائد صحية واقتصادية على نطاق واسع، خاصة في المناطق التي تعاني من نقص التغذية.

جامعة المستقبل الجامعة الأولى في العراق