في جميع الانظمه ومنها النظام الصحي هناك اهتمام بضمان استخدام موارد النظام الصحي بشكل فعال ولهذا توجد انظمة او مصطلحات قياسية لهذا الغرض .وفي علم الوبائيات تستخدم هذه المصطلحات ومنها الفعالية والتاثير والكفاءة وهي مترادفة الاستخدام في قطاع الرعاية الصحية ، فالفعالية في قطاع الرعاية الصحية ، هي قدرة تدخل معين في ظل ظروف مثالية أو خاضعة للرقابة اما الفعالية المؤثرة هي قدرة التدخل على أن يكون له تأثير مفيد على المرضى في الظروف السريرية العادية. وسوف نتطرق في هذا المقال الى هذه المصطلحات المهمة.
Efficacyوتترجم الى الفعالية والتي تمثل القدرة على إحداث تأثير معين. ويستخدم هذا المصطلح في كثير من المجالات سواء الطبية او غيرها . وهناك مصطلح مرادف له وهو Effectiveness وهو التأثير او يقترب الى الفعالية او مقياس الكفاءه ويقيس مدى نجاح المعالجة الطبية في الممارسات الميدانية الطبية. ويقترب المصطلحين من التشابه ولكن الاختلاف يكون في ظروف الاجراءات.
في مجال علم اللقاحات وانتاجها وأثبات فعاليتها وقدرتها على منع الامراض بشكل امن مع نتائج جيدة أستخدمت هذه المصطلحات ( Efficacy & Effectiveness ). في حين أن كلا المصطلحين قد تعمل كمرادفات في الاستخدام العام ، إلا أنها في الواقع لها اختلاف محدد في علم الاوبئة وبشكل خاص عند الإشارة الى اللقاحات.
وتمثل Efficacy of Vaccine مقياس لفعالية اللقاح قبل الاستخدام الطبي المصرح به من قبل المؤسسات الطبية بما معنى انه يمثل خلاصة التجارب سواء المختبرية منها أو التي تجري ضمن رقعة منتخبة محدده. ويقاس بالنسبة المؤية لقدرة لقاح معين على منع الاصابة او المرض بمجموعة منتخبة (وهي مجموعة تصنف حسب العمر والجنس والضروف البيئية ونوع التغذية او خلوها من امراض معينة ممكن تؤثر على فعالية اللقاح ) تم اعطائها اللقاح مع مجموعة اخرى يتم اعطائها اللقاح بشكل وهمي اي غير ملقحه (placebo) لذلك تظهر الفعالية Efficacy نتائج التجارب السريرية للقاحات قبل البدء باستخدامها وتمثل المرحلة الثالثة في عمليات اختبار اللقاح.
بينما Effectiveness of Vaccine فعالية تاثير اللقاح تمثل النتائج التي تظهر بعد استخدام اللقاح في مجتمع معين وتتمثل بمدى تقليل انتشار المرض. لذلك فبمجرد تحديد فعالية اللقاح بمستوى جيد ، فإن قياس مدى تأثيره او كفاءتة فعاليته Effectiveness أمر بالغ الأهمية لضمان اعطاء اللقاح وفهم كيفية تطوير لقاحات أفضل مستقبلا اعتمادا على النتائج التي تظهر او التغيرات التي ممكن ان تطرأ على المسبب المرضي مثل التحولات الوراثية او ماتسمى الطفرات. وتعتبر بيانات المراقبة والمعلومات الاحصائية امرا حيويا لفهم الفعالية لاي لقاح. فعلى سبيل المثال ، حول وقت حصول الأشخاص على اللقاح وطريقة الاعطاء ونسبة السكان في بلد معين والفئات المشمولة باللقاح كذلك تشمل البيانات ايضا التدابير اللوجستية ومنها مايتعلق بنقل اللقاح وطرق وظروف الخزن وكفاءة العاملين في مجال اعطاء اللقاحات ومدى تطبيق معايير السلامة والامن الحيوي. وتظهر تسميات اخرى لمدى تاثير اللقاح المستخدم مثلا نجاح اللقاح او مستوى الاستجابة او الاداء قدرة اللقاح. لذلك يمثل مقياس تاثير اللقاح او مدى كفاءته Effectiveness مؤشر مهم في مدى قدرة اللقاح على تقليل انتشار الوباء (prevalence) ضمن علم الوبائيات.
وفي ظل استمرار جائحة كورونا وظهور طفرات متعددة للفايروس يراقب العلماء الآن عن كثب توزيع لقاح COVID-19 بكافة انواعه المنتجة والتي لاول مره اتخذت طرق مختلفة في انتاج اللقاح وقسم منها ابتعدت عن الطرق التقليدية في انتاج اللقاحات بل اوجدت طرق اسرع في الانتاج حيث يراقب العلماء والشركات المنتجة وفق الاحصائيات التي ستظهر مستقبلا كيف ستتم مقارنة فعالية اللقاح Efficacy بكفاءة اللقاح Effectiveness . وبغض النظر عن المصطلحين التي قدمت توضيح مبسط عنها ، هناك شيء واحد مؤكد: الكل يريد أن ينتهي هذا الوباء باقرب وقت ممكن.
وعلى الأعم فان اللقاحات لاتحتاج دائمًا إلى فعالية عالية بشكل استثنائي حتى تكون مفيدة ، على سبيل المثال لقاح الإنفلونزا فعال بنسبة 40-60٪ ولكنه ينقذ الالاف الاشخاص ويمنع الاصابة كل عام.