انت الان في قسم تقنيات المختبرات الطبية

مقالة علمية للاستاذ المساعد الدكتور صادق جعفر باقر بعنوان:-نظره في بعض الفوائد والاضرار الناتجه عن استخدام المنظفات والمطهرات تاريخ الخبر: 21/09/2020 | المشاهدات: 1547

مشاركة الخبر :

نظره في بعض الفوائد والاضرار الناتجه عن استخدام المنظفات والمطهرات

نتيجة لجائحة كورونا فان هناك توجه كبيربدأ ينتشر من أجل استخدام مواد التنظيف المضادة للجراثيم ومنظفات اليدين لقتل الميكروبات و لقد اصبح استخدامها من الأمور المنتشرة بشكل واسع ولكن رافقه تساؤلات عديده عن أهمية هذه المطهرات فعلا في حياتنا و ما مدى فعالية هذه المواد المطهرة في القضاء على الجراثيم، وهل يسبب استخدامها أضرارا على الإنسان؟
لقد حذرالمعهد الاتحادي لتقدير المخاطر في ألمانيا ضمن دراسات عالميه من الافراط في استخدام المنظفات لاحتوائها على الكلور اوالكحول اوالمواد الكاوية. وقال إن استخدامها يسبب آثارا سلبية على البشرة والجسم . ويقول احد أخصائي السموم في المعهد إن تلك المواد تؤذي البشرة وتسبب التهابات جلدية . وتعد المنظفات المعبأة في بخاخات من أخطر تلك الأنواع حيث أنها تكون سحابة ضارة لا يجب استنشاقها عند استخدام البخاخ. اذ يمكن ان تدخل مواد التنظيف الكيميائية جسم الانسان عبر قنوات التنفس مما يسبب حرقة في الحلق وافرازات مخاطية وسعال والتهاب الغشاء المخاطي كما ان استخدام المنظفات الأخرى والتي تلامس البشرة تسبب اختفاء الطبقات الجلدية الواقية مما يفتح المجال أمام دخول البكتيريا المضرة للبشرة. واضاف أنه يجب الحفاظ على طبقة الميكروبات الحميده لأنها لا تؤدي إلى بشرة سليمة فحسب ولكن تفيد الرئتين والأمعاء أيضا فكل هذه الأعضاء مرتبطة بنظام الميكروبات في جسم الإنسان .
ويؤكد أطباء الأمراض الجلدية انتشار حالات جفاف اليدين وإصابة البشرة بالالتهابات في الآونة الأخيرة، حيث أن هناك العديد من الحالات تعاني من تغيرات في بشرة اليدين وغالبا ما يكون هؤلاء ممن يستخدمون المنظفات والمياه بكثرة. واشارت احدى المريضات الى إنها تستخدم المنظفات المضادة للجراثيم بكثرة حفاظا على نظافة المنزل لكنها تسبب لها التهابات شديدة وآلاما مبرحة وجروحا غائرة في اليدين و قد شخصت الحالة بأنها اهتراء للجلد نتيجة النظافة الزائدة لحد الاضرار به والذي يحتاج وقتا طويلا للتعافي. فعند غسيل اليدين بالصابون يتم ازالة جزء من طبقة الميكروبات المفيدة للبشرة وتحتاج الى وقت لإعادة تكوينها. وتقوم مواد النظافة بقتل البكتيريا وتهاجم الطبقة الواقية وعند غسل اليدين بها يصبح الجلد بلا حماية ويتعرض للجفاف ومن الممكن أن تتسرب الجراثيم الخطيرة إلى الداخل و هناك مخاطر لا يدركها الإنسان، تسببها المنظفات المضادة للجراثيم، فالوسائل العادية لا تستطيع إزالة جميع الجراثيم ولذا تبقى البكتيريا العنيدة وتكون قادرة على الانتشار. وينصح باستخدام مواد التطهير الفعاله الموجوده في الصيدليات.وقد تم ذكر بعض الاستثناءات لاستخدام المطهرات أو المنظفات المضادة للجراثيم حيث تم الاشاره الى ان هناك حالتان يمكن استخدام المطهر فيهما، الأولى إذا كان هناك مريض يعاني من ضعف المناعة في المنزل ويتعين حمايته من مسببات الأمراض أما الثانية فهي إذا كان هناك مرض معد في المنزل ويتعين حماية الآخرين من العدوى وفيما عدى ذلك فإن النظافة الاعتياديه كافية تماما..

أصبحت المطهرات المنزلية من الأشياء التي لا غنى عنها اليوم في أي منزل؛ وذلك لما لها من أهمية كبيرة في تطهير كل ِّجزء في المنزل وتعقيمه. وتختلف أنواع المطهرات وتتنوع أشكالها واستخداماتها بين مطهرات للسطوح والأواني، وغيرها للملابس والمفروشات، وأخرى خاصة بالاستحمام، حتى إن بعض المطهرات تستخدم لتعقيم الجروح.
ربما يعتقد البعض أن المنظفات تغني عن المطهرات، وهم الذين يتجاهلون دور الكائنات الحية الدقيقة المسببة للأمراض، التي لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة كالبكتيريا والفيروسات. وان الجراثيم وغيرها تحيط بنا في كلِّ مكان حتى إنها ملتصقة بأجسادنا، ولولا جهاز المناعة الذي يحمينا من الأمراض، لفتكت بنا هذه الكائنات. ذلك بالإضافة إلى أن المطهرات تضمن عدم تكاثر هذه الكائنات لفترة طويلة بعد استخدامها، كما تحدُّ من انتشار العدوى في حالة وجود شخصٍ مصاب.
وهنا يأتي السؤال: إذا كان جهاز المناعة يحمينا من هذه الكائنات غير المرئية، فما أهمية استخدام المطهرات؟ والإجابة ببساطة هي أن جهاز المناعة يمكن أن يضعف نتيجة لعامل أو عدة عوامل تختلف من شخص إلى آخر. فالتلوث وسوء التغذية وبعض الأمراض الوراثية يمكن أن تتسبب في ضعف المناعة. لذلك ظهرت الحاجة إلى وجود طرق تساعد على التخلص من البكتيريا والفيروسات لتقليل نسبة الإصابة بالأمراض.
ان المطهرات اضافة الى اختلاف انواعها تبعا الى استخدامها فهي أيضًا تختلف من ناحية التركيب والمواد الفعالة الموجوده فيها. ومن أشهر المواد المستخدمة في المطهرات المنزلية مادة الكلوروزايلينول، وهي مادة تستخدم في الصابون الطبي ومطهرات السطوح وغيرها. وهناك أيضًا الكحول الذي يستخدم للتطهير في حالة وجود جروح أو إصابات، والبيروكسيد يستخدم في مطهرات الفم والأسنان.
لقد كان المعتقد الشائع حتى وقت قريب أن المطهرات لا تتسبب في أي أضرار وليس لها مخاطر على صحة الإنسان أو البيئة. ولكن بعد عمل دراسات واختبارات عديدة ظهرت بعض المخاطر التي يمكن أن يتسبب فيها الاستخدام المفرط للمطهرات المنزلية. ومن هذه المخاطر تأثيرها في البيئة، فقد اتضح أن بعض المواد المستخدمة في المطهرات المنزلية وخاصة البخاخات قد تلَّوث الهواء. ذلك بالإضافة إلى خطورة استخدام المطهرات على الجلد بشكل مستمر؛ حيث إنها إلى جانب القضاء على الكائنات الضارة تقتل الكائنات الدقيقة النافعة الموجودة تحت طبقات الجلد، التي تساعد على تجديد الخلايا والتئام الجروح. وقد كشفت دراسة أمريكية حديثة عن مفاجأة كبيرة قد تجعل من استخدام المطهرات خطرًا حقيقيًّا على الصحة العامة، وهو أنها تساعد على إيجاد أنواع متطورة من الجراثيم والبكتيريا يصعب القضاء عليها. فعند الاستمرار في استخدام المطهرات نفسها، تحاول الكائنات الحية الدقيقة تطوير وتحوير أشكالها لمقاومة تأثير هذه المطهرات. وتكون النتيجة وجود أطوار جديدة لا تستطيع المطهرات التغلب عليها، ومن ثم تسبب أمراضًا جديدة. ولكن حتى الآن لا يمكن الجزم بأن هذه حقائق مؤكدة، فالدراسات والاختبارات لا تنتهي.