انت الان في قسم تقنيات المختبرات الطبية

مقالة للاستاذ الدكتور أيسم محمود على فايد بمناسبة اليوم العالمي للتعليم وبعنوان إستراتيجيات التعليم والتعلم بالتعليم الجامعى تاريخ الخبر: 23/01/2024 | المشاهدات: 161

مشاركة الخبر :


يعود أصل كلمة إستراتيجية إلى الكلمة اليونانية Strategia والتى تعنى البراعة العسكرية أو فن الحرب، وهى تعنى الخطة التى تبين كيفية الوصول إلى هدف محدد. وقد أصبح التعليم من المجالات التى تم فيها استخدام كلمة الإستراتيجية حيث تشير إستراتيجيات التعليم إلى الأساليب والخطط التى تتبعها المؤسسة أو القسم العلمى لتحقيق النواتج التعليمية المستهدفة من المقررات وبالتالى الأهداف العامة للمقرر، ومن ثم النتائج التعليمية المستهدفة للبرنامج وأهدافه. أما استراتيجيات التعلم فهى أفعال محددة يقوم بها الطالب لجعل عملية التعلم أكثر سهولة وأكثر استفادة ومن ثم رفع المهارات العامة للطالب.
وهناك مجموعة من الإستراتيجيات المستخدمة بالتعليم ومن ضمنها التعلم النشط Active Learning، التعلم المبني علي الناتج Outcome based learning، التعلم القائم علي مشروعات التعلم Project based learning، التعلم القائم على العمل الجماعي Cooperative based learning، التعلم المبني على حل المشكلات Problem-based learning، التعلم المبني على المجتمع Community based learning، التعلم الذاتي Self-learning.
وحيث أن البشرية لم تشهد أبدا في التاريخ حقبة يتم فيها تقصير الوقت، وتضييق الفضاء، ويتواصل سكان هذا الكوكب مع الرؤى والانعكاسات فى عصر ألقت فيه العولمة بظلالها على جميع المؤسسات التعليمية والمؤسسات التعليمية، وقد غزت التكنولوجيا جميع جوانب الحياة البشرية وأنشطتها المختلفة، وأصبحت ثورة الاتصالات والمعلومات محط اهتمام التفكير البشري، وتكنولوجيا التعليم والتعليم الافتراضي، إلخ.... إن المشكلة الرئيسية التي تواجه الجميع هي كيفية متابعة هذا الانفجار المذهل في المعرفة البشرية وتطبيقها التكنولوجي، وكيف يتم إعداد الأفراد للمستقبل. الحل الوحيد هو التركيز على التعليم على جميع المستويات، وجودة المناهج والأساليب، وإيجاد طرق لحل المشاكل. ونظرا لأن الإنسان ثروة طبيعية متجددة غير معرضة للخطر وهو أحد المدخلات الرئيسية للعملية التعليمية وتركيزها ومخرجاتها، كان من الضروري تركيز الجهود لتحسين جودتها وتحسين أدائه والارتقاء بثقافته بعيدا عن مظاهر التقليد والتغريب، على اعتبار ان مخرجاته تتمثل في تنمية الموارد البشرية في مختلف جوانبها العلمية، والثقافية، والاقتصادية، والاجتماعية.
إن التعليم الجامعي هو محرك التنمية، بقيادة المبدعين والمفكرين والمبتكرين، ويلعب دورا رائدا في توجيه دائرة النمو والتقدم. ولم تعد الأساليب والأساليب التعليمية التقليدية قادرة على مواكبة تطور المرحلة الحالية، وأصبح من الضروري دمج الأساليب التقنية والإلكترونية الحديثة في التعليم، بمشاركة جميع الأطراف في العملية التعليمية، ضمن برنامج شامل وهادف يتميز بالأداء النوعي والجودة العالية، مما يعكس رؤية مستقبل التعليم.
وفي ظل الظروف الزمنية والمكانية المناسبة، يمكننا معالجة مفردات العصر والتكيف مع المتغيرات الحالية والمستقبلية التي تمثلها الثورات المعرفية والتكنولوجية لتفعيل عملية الحوار الجماعي والشخصي والتواصل التربوي والإخراج التعليمي المهني والعالي الجودة. وذلك من خلال إدخال وتطبيق إستراتيجيات تعليمية جديدة مثل التعلم الإلكترونى Electronic_ Based Learning وهي استراتيجيه تدعم العملية التعليمية وتحولها من طرق التلقين الي طور الإبداع والتفاعل وتنميه المهارات وتهدف الي ايجاد بيئة تفاعليه غنيه بالتطبيقات تجمع بعض الأشكال الإلكترونية للتدريس والتعلم حيث تعتمد علي تطبيقات الحاسبات الإلكترونية وشبكات الاتصال والوسائط المتعددة في نقل المهارات والمعارف. وقد يعد التعليم الالكتروني مطلب عزيز لكل الاوساط التعليمية، لكن ارتفاع نفقاته وكثرة متطلباته وتعقد اجراءاته، تحول دون امكانية تطبيقه بالكامل في العملية التعليمية، مما يفسح المجال الى تطبيق أحد انماطه كالتعلم المزيج او التعلم عن بعد او التعلم المفتوح.