Fuzzy Logic
المنطق الضبابي(المضبب)
م.م سجى ناجح كريم
¬¬¬¬¬¬¬¬¬ المنطق الضبابي (المضبب) هو أحد أشكال المنطق، يستخدم في بعض الأنظمة الخبيرة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، نشأ هذا المنطق عام 1965 على يد العالم الاذربيجاني الأصل "لطفي زادة " من جامعة كاليفورنيا حيث طوّره ليستخدمه كطريقة أفضل لمعالجة البيانات . لكن نظريته لم تلق اهتماماً واسعاً حتى عام 1974م حيث استخدم منطق الغموض (الضبابي) في تنظيم محرك بخاري، ثم تطورت تطبيقاته حتى وصلت لتصنيع شريحة منطق ضبابى fuzzy logic chipو التي استخدمت في العديد من المنتجات كآلات التصوير.
هناك العديد من الدوافع التي دفعت العلماء إلى تطوير علم المنطق الضبابي فمع تطور الحاسوب و البرمجيات نشأت الرغبة في اختراع أو برمجة أنظمة يمكنها التعامل مع المعلومات الغير الدقيقة على غرار الإنسان لكن هذا وَلَّد مشكلة حيث أن الحاسوب لا يمكنه التعامل إلا مع معطيات دقيقة و محددة. و قد نتج عن هذا التوجه ما يعرف بالأنظمة الخبيرة أو الذكاء الاصطناعي و يعتبر علم المنطق الضبابي أحد النظريات التي يمكن من خلالها بناء مثل هذه الأنظمة.
المنطق الضبابي بالمعنى الواسع هو منظومة منطقية تقوم على تعميم للمنطق التقليدي ثنائي القيم، وذلك للاستدلال في ظروف غير مؤكدة. وبالمعنى الضيق فهو نظريات وتقنيات تستخدم المجموعات الضبابية التي هي مجموعات بلا حدود قاطعة. يمثل هذا المنطق طريقة سهلة لتوصيف وتمثيل الخبرة البشرية، كما أنه يقدم الحلول العملية للمشاكل الواقعية، وهي حلول بتكلفة فعالة ومعقولة، بالمقارنة مع الحلول الأخرى التي تقدم التقنيات الأخرى.
القاعدة الأساسية تتمثل بأنّ المنطق الضبابي هو أحد أشكال الغموض و الذي حيَّر العلماء و لا تسع هذه الورقة بالشرح الكامل للمنطق الضبابي وإنما نكتفي بتعريفه وتبيين استعمالاته . فـفي عام 1995 لطفي زادة اكتشف المنطق الضبابي عندما كان يعمل في جامعة كاليفورنيا حيث لاحظ أن الصح و الخطأ لا تكفي من أجل تمثيل كافة الأشكال المنطقية و خاصة المشاكل التي تواجهنا حاليا . فالمنطق الكلاسيكي يعتمد على 0 أو 1 فقط و هذا ما يعتمد عليه الكثير من العلاقات في حين توجد علاقات أخرى يكون فيها الموضع الذي فيها يمكن اعتباره صحيح جزئيا أو خاطئ جزئيا في نفس الوقت .
بينما المنطق الضبابي يصف لنا العلاقة بشكل أشمل و أعم من ذلك حيث أن الحالة يمكن أن تكون حالة وسط بين الحالتين المألوفتين , ففي المنطق الضبابي يكون الانتقال بين الوضعين بشكل تدريجي لذلك يمكن في هذه المرحلة أن نعتبر الوضع يأخذ كلا الحالتين معاً حيث أن تغير صغير في قيمة الدخل يسبب زيادة في التغير و ليس تغيرا تاماً.
يُعارض مديرو الأعمال اليوم تقليل وقت اتخاذ القرار ، وزيادة الجودة ، والوصول إلى أقل التكاليف ، وتسريع ابتكار المنتج / الخدمة من أجل التحدي في العالم الذي أصبح أصغر بشكل متزايد ؛ تتكون جميع الإجراءات المذكورة أعلاه من تجديد عمليات اتخاذ القرار من قبل المديرين. عندما تكون التقلبات في السوق غير متوقعة تمامًا ، يتعين على المديرين تحديد جو من عدم اليقين. في مثل هذه الحالات ، تكون قرارات التنشيط/التحديث مرتبطة تمامًا بالحدس والحس السليم والمنطق وخبرة المديرين ، بدلاً من البيانات الدقيقة والصافية والصحيحة.
يمكن استخدام المنطق الضبابي في التقديرات المبنية على المفاهيم غير المؤكدة بأن مستوى الربح قابل للنزاع , حيث يرتبط الفرق بين الربح المخطط له والربح الحقيقي بشكل مباشر بتقلبات التكلفة وتكلفة البيع وحجم البيع. مطلوب من المديرين أن يفهموا هذه العلاقات المعقدة من أجل أن يكونوا ناجحين في مرحلة التخطيط والمراقبة. إذا فهم المديرون هذه العلاقات ، فيمكنهم التخصص في المنتجات والاستراتيجيات التي يمكنهم من خلالها تحقيق أقصى ربح. وبسبب هذه الأسباب ، يتعين إجراء دراسات جادة حول طريقة يمكنها حساب تقديرات التكلفة وتخطيط الدخل وتقليل الفرق بين النتائج الحقيقية والنتائج المخطط لها. في المواقف غير المؤكدة تحتوي عملية التفكير والتفسير للشخص على عوامل غامضة , إذ يستخدم الشخص بشكل عام مصطلحات غامضة مثل ]منخفض مرتفع[ ، ]سريع بطيء[ ، ]خفيف ثقيل[ في عقله. ما لم يضيف مثل هذا النوع من الغموض إلى نموذج القرار الخاص به ، فهذا يعتبر أن المواقف الحقيقية لا تنعكس بشكل صحيح. قد يتسبب هذا في اتخاذ قرارات خاطئة.
يعمل نظام التخصص الضبابي على تحسين البنية المعرفية للمشكلة من خلال هيكلة المعلومات غير المؤكدة كما هو موضح في الذهن. الهدف من دراستنا هو إظهار كيف يمكن استخدام مفهوم المنطق الضبابي في تطبيقات التقنيات الحديثة للكلفة وإنشاء نهج منطقي غامض من أجل تحليل العلاقات بين اختلافات عدم اليقين.
و عليه فان المنطق الضبابي هي نظرية يمكن استخدامها في تحليل المواقف غير المؤكدة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم. يوفر للحصول على إجابة السؤال الشَرطِي … إذا…؟ يمكنهم الحصول على إجابات لأسئلتهم في أقل من دقيقة واحدة عبر هذه الطريقة دون الحاجة إلى مزيد من المعلومات الكمية الشاملة التي يجب أن تكون معروفة في النماذج الطارئة الأخرى. نظرًا لأن الهدف الأساسي للإدارة هو توفير الأرباح التي يمكن لمديري الأرباح استخدامها للوصول إلى أهدافهم أثناء قيامهم بتكوين خطط عملهم والتحقق من هذه الخطط ، فيمكنهم استخدام نظرية المنطق الضبابي .
و وفقًا لـ Zebda (1998) ، فإن نظرية المجموعات الغامضة (الضبابية) ليست نظرية قرار بل هي حساب (لغة نمذجة) حيث يمكن معالجة الأحداث الإنسانية الغامضة بطريقة منهجية. وان الهدف الرئيسي للمنطق الضبابي هو تقديم مفاهيم لأداء تفكير تقريبي. يفترض المنطق الضبابي درجة من الملاءمة ضمن النطاق }من 0 إلى 1{ ممّا يسمح بأن يكون عنصر المجموعة الغامضة صحيحًا جزئيًا أو خاطئًا جزئيًا.