انت الان في قسم ادارة الأعمال

مقال علمي بعنوان (مكانة التحليل الأمني في المؤسسات الحكومية) تاريخ الخبر: 18/11/2022 | المشاهدات: 391

مشاركة الخبر :

مكانة التحليل الأمني في المؤسسات الحكومية
الدكتورة نورس احمد كاظم
يُمثل التحليل عقل العملية الأمنية برمتها بالنسبة لما يتم تحصيله من معلومات بما يُمثله التحليل بصورة عامة من بيان لأجزاء الشيء ووظيفة كل جزء منه، إذ يقوم على الشرح المعمق والتفسير الدقيق، للعمل على جعل المعلومة واضحة ومفيدة والسعي لتطويعها في الجانب الأمني. وقد زادت أهمية التحليل لدرجة باتت فيها من الضرورات لرجل الأمن ولغيره، وللمحلل الأمني بصفة خاصة، إذ بدون هذه العملية القائمة على توافر المعلومات من مختلف المصادر ووصولها في الوقت المناسب يصعب عليه القيام بتقييم جيد لها.
كما تنبع أهمية التحليل في كونه عملية تقوم بتفسير وشرح ما هو متاح من معلومات خام يتم الاعتماد عليها في عمليات التقييم والتخطيط المستقبلي البعيد المدى، وتحقيق النتائج المرجوة من ذلك. بإعتبار الموضوع الذي يتم تحليله من الموضوعات المهمة للدولة والمؤسسة الأمنية على حدٍ سواء، وان معظم الدول تعتمد على التحليل في اتخاذ قراراتها الأمنية على الصعيدين الداخلي والخارجي؛ كونها تساعد جهات الاختصاص من الاستفادة منها بشكل مناسب في اتخاذ القرار الأمني الرشيد. وكذلك تساهم في التنبؤ بالمعوقات التي قد تواجهه، وهذا ما يحاول المحلل تقديمه لمتخذ القرار؛ لمساعدتهِ في اتخاذه للقرار الأمني الأصوب. وجدير بالذكر أن عملية التحليل تُعد بمثابة بوابة الجهود الفعالة في العمل الأمني؛ لأن نجاح المؤسسة الأمنية يعتمد بالدرجة الأساس على هذه العملية المهمة والحساسة، وما تقوم به من عمل فعال في مجال تحليل وفهم المعلومات الواردة، والتي قد لا تُمثل بالمطلق حقائق أمنية أو معلومات صادقة حقيقية. وتزداد أهمية التحليل الجيد من الناحية الإجرائية بإعتماده على التوغل في المعلومة لاستنتاج ما تعنيه من دلالات واحتمالات، يتحدد في ضوءها النتيجة النهائية المتمثلة بصنع القرار الأمني الواجب اتخاذه نحو حدث أو شيء أو شخص ما لمواجهته ومنع خطورته.
كما إن التحليل يقوم بتلبيه الاحتياج الأمني وبيان الفهم الدقيق للحدث أو القضية المطروحة وتكوين صورة واضحة عن ذلك، والتوصل إلى توافق في الآراء حوله، وهذا لا يمكن إلا عن طريق مناقشة المعلومات وفهم الفجوات التي قد تعتريها، وإيجاد الحلول المناسبة، ومن ثم وضع الرتوش الأخيرة قبل إصدار القرار الأمني، والتي تُمثل في نظر السلطة الحكومية الأمر الظاهر في كل العمل الذي قام به الأجهزة الأمنية، إذ أن هذه العملية هي الأكثر أهمية بين كل العمليات؛ لأنها تُظهر قيمة كل ما قامت به المؤسسة الأمنية.