انت الان في قسم هندسة تقنيات البناء والانشاءات

دور تطبيقات الذكاء الاصطناعي في بيئات الهندسة والبناء تاريخ الخبر: 11/02/2023 | المشاهدات: 2449

مشاركة الخبر :

المبرمجة نور الهدى حليم
على الرغم من دخولنا إلى العام 2023، فإن ملامح مستقبل قطاع الهندسة والمشتريات لا تزال غير واضحة، إذ تحتضن هذه السوق بعض الشركات الذي حقق أداءً جيداً، فيما لا يزال أداء البعض الآخر متراجعاً، وفي كلتي الحالتين هناك العديد من العوامل التي تؤثر بشكل مباشر على هذا القطاع، ومنها الضغوطات الدائمة الناجمة عن التكاليف، وصعوبة العثور على مهندسين متمرسين من ذوي الخبرة، والنتائج المالية المتضاربة الناجمة عن مشاريع المناقصات الثابتة.
وتماشياً مع هذه البيئات المتداخلة والضغوط المتواصلة التي يتعرض لها هذا القطاع، يشير مدير التسويق لدى "أسبن تك" بول دونلي، إلى أن العديد من شركات الهندسة والمشتريات والبناء يسعى إلى تبني تقنيات متطورة تساعده في تعزيز معدلات النمو والربحية. لذا، فإن الاستعانة بتقنيات الذكاء الاصطناعي من شأنه إزاحة العقبات التي تقف في مسيرة نمو هذا القطاع. وعليه من المتوقع أن نشهد في العام الحالي الأثر الأكبر لتقنيات الذكاء الاصطناعي على ثلاث مجالات، وهي زيادة الإنتاجية الهندسية، وتحسين جودة التصاميم، واستقطاب المواهب وسَن الإرشادات التوجيهية.
يؤكد بول دونلي أن العمليات القائمة على الأعمال الورقية لا تزال تهيمن على تصاميم وسير الأعمال الهندسية في قطاع الهندسة والمشتريات والبناء، لذا فإن النتائج المتوقعة تتلخص في وقوع الأخطاء، وتكرار العمل، والتدخل اليدوي المكلف والمستنفذ للوقت، وذلك في سبيل معالجة التغييرات والمراجعات التي لا بد منها.

ويقدّم شرحاً لكيفية مساهمة تقنيات الذكاء الاصطناعي في حل هذه المشكلات قائلاً إنه عوضاً عن الاعتماد على العمل الورقي من أجل تصحيح العمل الهندسي، يمكن إدارة هذه المعلومات وتخزينها ضمن قاعدة بيانات مركزية، بل وتحديثها والاستعلام عنها حسب الحاجة، وذلك للحصول على نسخة من المشروع بأحدث المعلومات. وسيتم استثمار الذكاء الاصطناعي في إعداد وتوليد تصاميم المشروع القابلة للتسليم، وذلك انطلاقاً من قاعدة البيانات و/أو تسليم البيانات إلكترونياً إلى الأنظمة الهندسية الأخرى، والتي تستخدم لتطوير وتحسين التصميم. واستناداً إلى تجارب عملائنا، ترى شركة "آسبن تك" فإن هذا الأمر من شأنه اختصار الجهد المطلوب لإكمال "التصميم الهندسي للواجهة الأمامية" FEED للمشروع بنسبة تتراوح ما بين 30-50 في المئة.
تحسين جودة التصاميم
كيف بالإمكان قياس جودة التصميم لمُنشأة ما
يقول دونلي بأن هناك طرق عدة للقيام بذلك، لكن أهمها هو تقدير رأس المال المطلوب لتسليم المُنشأة وفقاً لمتطلبات المالك، ومعرفة كلفة تشغيل المُنشأة، وتوقع عدد مرات توقفها بسبب الأعطال. ويتمثل النهج العصري المتبع حالياً من أجل "إيجاد أفضل التصاميم" في إنشاء حزم من التصاميم استناداً على عدد من نقاط البيانات، التي تمثل بدورها مجموعة من ظروف العمل والتشغيل المحتملة. ومن الأمثلة على ظروف العمل والتشغيل التي تؤخذ بعين الاعتبار: درجات حرارة التشغيل، ودرجات حرارة البيئة المحيطة، وتهيئة المواد الأولية ومواد البناء المختلفة. وتنحصر عدد نقاط البيانات وفقاً للوقت والجهد المطلوبين لتصميم نموذج ظروف فريد من نوعه.
ويضيف مدير التسويق في "آسبن تك" أنه "بالمضي قدماً، وعوضاً عن مراعاة عدد قليل من نقاط البيانات لهذه المتغيرات الرئيسية، سيتم الأخذ بعين الاعتبار كل نطاقات ومجالات التشغيل المحتملة في وقت واحد. وسيستعين هذا النهج "متعدد الحالات" بالذكاء الاصطناعي AI وعمليات الحوسبة عالية القدرة من أجل تشغيل الآلاف من عمليات المحاكاة الافتراضية بسرعة كبيرة، الأمر الذي من شأنه تمكين فريق التصميم من إنشاء تصاميم عالية الجودة تستند على المعايير العالمية. وسيؤدي هذا الأمر بالنتيجة إلى تعزيز مستوى رضا العملاء، وتكرار الأعمال في مجال الهندسة والمشتريات والبناء، ناهيك عن الفائدة التي ستعود على المجتمع من المنشآت التي تعمل بدرجة أكثر أماناً واستدامةً."
يقول دونلي: "يصعب دائماً استقطاب الخبرات الهندسية المؤهلة، في حين يفتقر المهندسون الشباب إلى الخبرة أو المعرفة الكافية التي تؤهلهم إحداث تأثير ملموس وفوري. لذا، سيتم استخدام الذكاء الاصطناعي من أجل خفض حدة المهام اليومية المرهقة على المهندسين، وتحريرهم منها بهدف التركيز على معالجة التحديات الهندسية والتصميمية. وهذا بدوره سيجعل من هذه الوظائف أكثر استقطاباً للموظفين المحتملين، كما أنه سيساهم بالحفاظ على المهندسين المتمرسين."
الذكاء الاصطناعي سيعزز من تنفيذ أعمال التصميم والهندسة بمرونة وسهولة أكبر
سيعزز الذكاء الاصطناعي من تنفيذ أعمال التصميم والهندسة بمرونة وسهولة أكبر، وذلك بدعمها بمجموعة غنية من البيانات التي تتضمن متطلبات العملاء، وشفرات البناء المحلية، والتصاميم السابقة، والبيانات التشغيلية الحقيقية. وبالمجمل، ستساهم هذه البيانات مجتمعةً في توجيه وإرشاد المهندسين إلى وضع تصاميم أفضل، وبوتيرة أسرع. لكن الوصول إلى كل هذه البيانات وتدقيقها ضمن جدول زمني معقول يتطلب تطبيق القواعد المنصوص عليها، واستثمار تقنيات التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي.
ويوضح دونلي أنه علاوةً على ذلك، سيتيح التوجيه المعرفي المدعوم بالذكاء الاصطناعي للشركات استخلاص خبرات موظفيها، ووضعها في متناول الجميع على امتداد الشركة، وذلك على شكل أفضل الممارسات والمعايير المعتمدة من قبلها. كما سيتمكن المهندسون أثناء قيامهم بوضع وتطوير التصاميم من الحصول على الإرشادات التلقائية، والتنبيهات العملية من أجل تحسين التصميم، أو بالأحرى، سيتم تحذيرهم في حال كانت طرقهم ستؤدي إلى ظروف تشغيل وعمل خطرة