انت الان في قسم هندسة تقنيات الحاسوب

مقاله علمية للمدرس المساعد حسين علي امين حول الذكاء الاصطناعي تاريخ الخبر: 16/05/2021 | المشاهدات: 1926

مشاركة الخبر :

كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعتي أوكسفورد البريطانية وييل الأمريكية أن هناك احتمالًا بنسبة 50% بأن يتفوق الذكاء الاصطناعي على الذكاء البشري في جميع المجالات في غضون 45 عامًا، كما من المتوقع أن يكون قادرًا على تولي كافة الوظائف البشرية في غضون 120 عامًا. ولا تستبعد نتائج الدراسة أن يحدث ذلك قبل هذا التاريخ.
ووفقًا للدراسة فإن "الآلات ستتفوق على البشر في ترجمة اللغات بحلول عام 2024، وكتابة المقالات المدرسية بحلول عام 2026، وقيادة الشاحنات بحلول عام 2027، والعمل بتجارة التجزئة في 2031، بل وفي كتابة واحد من أفضل الكتب مبيعًا بحلول عام 2049، وفي إجراء الجراحات بحلول عام 2053".وشددت الدراسة على أن الذكاء الاصطناعي يحسِّن قدراته بسرعة، ويثبت ذاته على نحو متزايد في المجالات التي يسيطر عليها الإنسان تاريخيًّا، وعلى سبيل المثال، فإن برنامج "ألفا جو"، المملوك لشركة جوجل، هزم مؤخرًا أكبر لاعب في العالم في اللعبة الصينية القديمة المعروفة باسم "جو". وفي الإطار ذاته، تتوقع الدراسة أيضًا أن تحل تكنولوجيا القيادة الذاتية محل الملايين من سائقي سيارات الأجرة.استطلعت الدراسة آراء 352 من خبراء التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي للتنبؤ بمدى التقدم الذي يمكن إنجازه في هذا المجال خلال العقود القليلة المقبلة، وكذلك معرفة التوقيت المحدد لنمو قدرات الذكاء الاصطناعي وتفوُّقه في مهن محددة، فضلًا عن رصد توقعاتهم بشأن متى يصبح متفوقًا على البشر في جميع المهام؟ وما الآثار الاجتماعية التي يمكن أن تترتب على ذلك التقدم؟

الدماغ البشري أكثر قوة
الذكاء الاصطناعي ربما يحل محل العامل البشري في جميع المجالات على المدى البعيد حيث أن "معظم جوانب الدراسة ركزت على النواحي الإدراكية من الذكاء، التي تتناسب مع أداء مهام محددة تحديدًا جيدًا، ولكن هناك جوانب أخرى من الذكاء، مثل الذكاء الانفعالي، تتجاوز عملية الإدراك". ويضيف: "من المهم أن نتساءل: متى يتفوق الذكاء الاصطناعي على البشر في مجالات الفن أو النقد السينمائي؟ على سبيل المثال"، وفق موقع نيوساينتست.

البدائل المتاحة
ومن المتوقع أن يُسهم التقدم المتسارع في تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI) في إحداث تحوُّل كبير في نمط الحياة الحديثة عن طريق إعادة تشكيل وسائل النقل، والصحة، والعلوم، وسوق المال، وأيضًا إعدادات الجيوش. ومن أجل التكيُّف والتوافق مع هذا التغيير، ستكون هناك حاجة ماسة إلى إحداث تغيير في السياسات العامة بما يتوافق مع هذه التطورات المنتظرة.

تداعيات خطيرة
إن تقدُّم الذكاء الاصطناعي سيكون له تأثيرات اجتماعية واقتصادية، فمن المتوقع أن يكون هناك مزيد من الفروقات الهائلة في مستويات الدخل بين الأفراد وما قد يتبعها من اهتزازات أمنية وسياسية واقتصادية، وما نراه اليوم من احتجاجات عالمية من سائقي سيارات الأجرة على تطبيقات توجيه القيادة لسيارات الأجرة يعطي لمحة واضحة عن هذا الأثر. هذا التطور سيسهم في تخفيض تكاليف المنتجات بعد خفض تكاليف الموارد البشرية، فإنه في المقابل سيؤدي إلى انهيار قطاعات وشركات تأخرت في اعتماد هذا التوجه ولو كانت كبيرة، وذلك بسبب تغيُّر عوامل التكلفة المؤثرة إلى حد كبير. ويتوقع أن تكون هناك احتمالات لظهور أشكال من الصدام وعدم التوافق في المستقبل بين هذه المنتجات الذكية والبشر، مشددًا على أن ميدان الصدام سيكون اقتصاديًّا بالدرجة الأولى، لكن ستتبعه آثار سياسية واجتماعية عنيفة، مضيفًا أنه ربما تلجأ بعض الدول مؤقتًا إلى محاربة وتأخير هذا التوجُّه، ولكنها سترضخ في النهاية؛ "فالسوق العالمية لا ترحم أحدًا"،

وظائف مهددة بالاختفاء
وكانت دراسة سابقة قد حذرت من أن "نحو 4 من بين كل 10 أمريكيين ستحل محلهم في العمل أجهزة ذكاء صناعي في ثلاثينيات القرن الحالي، وأن تلك الأجهزة ستقوم بدور أكبر في حياتنا على نحو بات يهدد وظائف العاملين في بعض المجالات والاستعاضة عنهم بآلات وتقنيات جديدة، ومنها خدمة العملاء" حيث أن "كثيرًا من الشركات الكبرى نقلت خدماتها للزبائن إلى دول مثل الهند وغيرها من الدول ذات المستوى المنخفض للأجور، وكذلك قطاع السمسرة، إذ يتم الاعتماد على برنامج "بلوكشين"