انت الان في قسم هندسة تقنيات الحاسوب

مقاله علمية للدكتور حسين علي امين حول تكنولوجيا التعليم وأهميتها تاريخ الخبر: 15/03/2022 | المشاهدات: 3736

مشاركة الخبر :

التعليم
يُعدّ التعليم من أهمّ المَنظومات التي تقوم عليها أيّ دولة في العالم؛ فهي أحد الأسباب الرئيسيّة للتقدم والنمو في الدول كافة حيث أن اهتمامها بالمنظومة التعليميّة وجعلها من الأولويات يساعد في بناء حاضر ومستقبل مشرق يدفع بها نحو التقدّم والرقيّ. كما أنّ التكنولوجيا قد دخلت مُختلف جوانب الحياة بقوة، وأصبحت من أهم المقاييس لتقدّم الدول والأمم، وشملت التكنولوجيا الأنظمة التعليمية المختلفة فبرز مفهوم تكنولوجيا التّعليم.

تعريف تكنولوجيا التعليم

تكنولوجيا التعليم (Instructional Technology)، هو منظومةٌ مُتكاملة تُعدّ وتقوّم وتوجه العمليّة التعليميّة لتحقيق الأهداف الموضوعيّة للتعليم باستخدام الأبحاث التعليميّة الحديثة باستخدام الموارد البشريّة وغير البشريّة المتاحة، لإكسابه الفاعليّة والتّأثير المطلوب للوصول للأهداف المرجوّة من التعلّم.

عُرِف مصطلح تكنولوجيا التعليم من خلال العديد من المؤسسات والمنظمات التعليمية والتنموية كالآتي:

تعريف اليونسكو لتكنولوجيا التعليم: عرّفت منظمة اليونيسكو تكنولوجيا التعليم بأنّه تشكيل منظّم يقوم على تصميم، وتنفيذ، وتقويم العمليّة التعليميّة حسب أهدافٍ مُحدّدة وواضحة باستخدام جميع الموارد المتاحة لجعل عمليّة التعليم أكثر فعالية.

تعريف لجنة تكنولوجيا التعليم الأمريكيّة: المنحنى الذي تقوم عليه المَنظومة التعليمية الذي يتعدى جميع الوسائل والأدوات، وهذا يعني إنّه لا ينحصر في أسلوب أو جهاز تكنولوجي محددد، بل يتعدى ذلك جميعاً لتطوير البَرنامج التعليمي.

أهمية تكنولوجيا التعليم
لا شك أن كل هذا التطور العصري ما هو إلا نتاج عن تطور تكنولوجيا التعليم والوسائل المتعلقة بتعليم الطلاب عبر التكنولوجيا، حيث تعمل تكنولوجيا التعليم على التالي:

زيادة التفاعل في العملية التعليمية وذلك عن طريق استخدام الوسائل التي تسهم في تحقيق التعلم.
زيادة الخبرات العلمية المتعلقة باستخدام الوسائل والأساليب العلمية المتعددة.
الحفاظ على ابقاء أثر التعلم لأطول فترة ممكنة تساعد على تذكر المادة العلمية.
قياس وتقويم العملية التعليمية على نحو مستمر وكذلك إدخال تحديثات جديدة من شأنها أن تضمن فاعلية أكبر للعملية التعليمية.
تعدد الطرق التعلم مع مراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين.
توفير الوقت والجهد واستثماره في زيادة فاعلية التعلم.
توسيع مدارك للمتعلم وذلك من خلال تزويد المتعلم بالمعلومات المتعلقةبالمادة التعليمية وما يتعلق بها من جميع الجوانب وأثرها على الحياة العملية.

تعلم اسلوب حل المشكلات التي تواجه المتعلم بشكل علمي ومنظم طريق وضعهم في مواقف تحتاج إلى التفكير والبحث.
تطوير الاسلوب اللغوي والادبي للمتعلم عن طريق تلقي مرادفات كثيرة تزيد من حصيلته اللغوية.
تشويق المعلم للطلاب في الدروس وذلك من خلال متعة استخدام الوسائل التعليمية الحديثة، وكذلك لسهولة الأساليب المستخدمة حديثاً في التعليم.
رفع إنتاجية المؤسسة التعليمية من حيث زيادة الأرباح وزيادة عدد الطلاب المتعلمين، فهي تزيدها كماً ونوعاً.
مراحل تطور مفهوم تكنولوجيا التعليم
مرّت الوسائل التعليميّة بمراحل متعددة وتسميات مختلفة، هي كالتالي:

مرحلة التعليم البصري: اعتمدت هذه المرحلة في التعليم على حاسة البصر عن طريق تقديم نماذجٍ مرئيّة أو صور للأشياء المُراد فهمها؛ وبيّنت الأبحاث والدراسات أنّ 80-90% من الخبرات التي يحصل عليها الفرد تكون عن طريق البصر.

مرحلة التعليم السمعي البصري: استخدم في هذه المرحلة وسائل مرئيّة ومسموعة للمساهمة في إثراء عمليّة التعليم مثل: الأناشيد واللّوحات الجداريّة كطريقة لعرض الدّروس.

مرحلة الاتصال: تطوّر مفهوم التعليم، واستخدمت الوسائل التعليميه الحديثة التي تراعي التّواصل بين المعلّم والمتعلّم بشكل جيد ؛ حيث عدّ عملية الاتصال عمليةً ديناميكية تُحقّق التفاعل المطلوب بين المرسل والمستقبل.

مرحلة أسلوب النظم وتطوير نظم التعليم: النظام هو مجموعة من المُكوّنات المنظمة والتي تعمل بصورة متكاملة من أجل تحقيق هدف مُحدّد، وهذا المفهوم له القدرة على استيعاب جميع أفكار المواد المُراد تعليمها لذلك اعتبر من المصطلحات الهامة، بالإضافة لقدرته على دمج التعليم التقليدي بالتعليم الجماعي والفردي الحديث.

مرحلة العلوم السلوكية: هي العلوم التي تهتمّ بالسلوك، والاستجابة التي يُظهرها الشخص المتعلّم، والتحوّل من المواد التي تعرض المواد التعليمية إلى وسائل التعليم المبرمج.

مرحلة تكنولوجيا التعليم: تركز هذه المرحلة على التفكير لحل المشاكل، وتَحديد الأهداف، بالإضافة للتركيز على استخدام الأدواتِ والأجهزة ، وربطها بالمواد والبرامج التعليميّة.

مكونات تكنولوجيا التعليم
تتكوّن تكنولوجيا التعليم من العناصر الآتية:

النظرية والممارسة: تستند جميع المعارف والأنظمة التي تُدرَّس إلى نظريّاتٍ محدّدة وممارسات عملية تمدّ المُتعلّم بالمَفاهيم والمبادئ المرجوّة.

التصميم والتطوير والاستخدام والإدارة والتقويم: يجب تصميم عمليّة التعليم بطريقةٍ تَجذب المُتعلّم وتُبهره، ويلي ذلك تطوير الأدوات والوسائل بما يَتماشى مع عمليّة التصميم والاستخدام، ثمّ إدارة هذه الوسائل بطريقةٍ فعّالة، وتقويمها بما يَصلح للعملية التعليميّة.

العمليات والمصادر: تشمل العمليّات سلسلة الإجراءات التي تُوجّه من أجل تحقيق هدفٍ مُحدّد، أمّا المصادر فهي التسهيلات التي يتم تزويدها من أجل دعم عمليّة التعلم. التعلم: هو النشاط الذي يهدف إلى إكساب المُتعلّم مهارةً أو معرفةً مُحدّدة.

التعليم: هو التصميم والأسلوب المُنظّم الذي يُساعد الشخص المُتعلّم على إنجاز التغيير الذي يَرغب به في الأداء. مصادر التعلم في تكنولوجيا التعليم تتعدّد مصادر التعلّم في تكنولوجيا التعليم إلى الأفراد: بما فيهم المُعلّمين، ومساعدي المعلمين، والمشرفين، والأشخاص الذين يَستخدمهم المُعلّم في العملية التعليمية؛ كالأطباء، والعسكريين، وأفراد الشرطة.

المحتوى التعليمي: هي الأفكار، والنظريات، والقيم، والاتجاهات التي تتمّ صِياغتها على شكل صُورٍ، أو كلمات، أو رسوم متحركة. المواد: هي الوسائل التي تنقل التعليم إلى المُتعلّم.

الأجهزة والتجهيزات: هي الأدوات والأجهِزة التي تُستخدم لإنتاج وعرض مصادر أخرى، مثل: آلات التصوير، والحواسيب.

الأماكن: هي البيئة التي يتفاعل فيها المُتعلّم مع مصادر التعلم، مثل: المبنى المدرسي، والمُختبر، والمكتبة.

الأساليب: هي الطرق والخُطوات الاستراتيجيّة التي يمارسها الأفراد، ويتمّ اسخدامها في المواد والأجهزة التعليمية.

تكنولوجيا التعليم وأهميتها

أهمية تكنولوجيا التعليم
تتلخّص أهميّة تكنولوجيا التعليم في الأمور الآتية

تحسين العملية التعليمية، وتفعيل دور المُشاركة الفعّالة بين المُعلّم والمُتعلّم باستخدام الوسائل التكنولوجيّة المتعددة.

تنويع الخبرات المُقدّمة للمُتعلّم؛ حيث تُمكّن الوسائل التعليمية المقدّمة للمتعلم من تنويع الخبرات المقدمة له، من خلال المشاهدة، والاستماع، والممارسة، والتأمّل.

المُساعدة على تذكّر المادّة التعليمية لأطول فترةٍ مُمكنة.

تقييم وتقويم المادة التعليمية باستمرار؛ حيث يضمن استخدام تكنولوجيا التعليم في العمليّة التعليميّة إدخال تحديثات دائمة بشكلٍ مُستمر وفعّال يَضمن فاعليّة أكبر للعملية التعليمية.

تنويع أساليب التعليم ومراعاة الفروق الفردية بين المُتعلّمين.

اختصار الوقت المُحدّد للتعليم. تزويد المُتعلّم بمعلوماتٍ في كافّة مجالات العلوم عن طريق توسيع قاعدة المعلومات الخاصّة بأي موضوع دراسي.

تدريب المتعلّم على حل المشكلات التي يواجهها.

تنمية الثروة اللغوية للمُتعلّم؛ حيث تزيد الوسائل التعليمية المُستخدمة في تكنولوجيا التعليم من الحصيلة اللغوية للمُتعلّم عن طريق المشاهد والمواقف التي تحتوي على ألفاظٍ جديدة.

سلبيات استخدام التكنولوجيا في التعليم:
على الرغم من التطور الكبير الذي يشهده العصر الحديث من وجود الحاسوب بكافة أشكاله وتطور تكنولوجيا التعليم، إلا أنه يجب الادراك أنّ المعلم لا غنى عنه في عملية التربية والتعليم، وللمعلم الأهمية البالغة في تدريس الطلاب سواءً داخل المدارس أو في الجامعات، فيعتبر الحاسوب والإنترنت وسيلة لتّحسين أداء التعليم وتوجيه الطلاب، وهنا سنحاول تحديد أبرز سلبيات تكنولوجيا التعليم في العمليّة التعليميّة ومنها ما يلي:

في تكنولوجيا التعليم يتم البحث عن المعلومات عبر الانترنت، وهناك بعض الطلبة عند البحث عن إجابة لسؤال أو عمل در