عندما يتعلق الأمر بإدارة مرض السكري، فإن تتبع مستوى الكلوكوز في الدم هو جزء حيوي للحفاظ على صحة المريض. ومع ذلك، قد يكون قياس مستوى الكلوكوز مهمة صعبة ومزعجة لبعض المرضى، حيث يتطلب التحليل المستمر للدم باستخدام أدوات تقليدية مثل الأجهزة المحمولة لقياس السكر في الدم.
هنا يأتي دور العدسات اللاصقة الذكية لتشخيص مستوى الكلوكوز لمرضى السكري. تعتبر العدسات اللاصقة الذكية أحد أهم التطورات التكنولوجية الحديثة لمساعدة مرضى السكري في مراقبة مستوى السكر لديهم باستمرار بطريقة غير مؤلمة ومريحة، وذلك من خلال قياس مستوى الكلوكوز في الدموع. قد تبدو العدسات اللاصقة الذكية مشابهة للعدسات اللاصقة التقليدية، ولكنها تحتوي على مستشعرات صغيرة تتفاعل مع الدموع الموجودة في العين.
تعمل هذه العدسات من خلال احتوائها على مستشعرات متناهية الصغر تقوم بقياس نسبة الكلوكوز في الدموع، حيث ترتبط نسبة الكلوكوز في الدم بشكل مباشر مع نسبته في الدموع. تقوم العدسة بإرسال قياسات مستوى السكر باستمرار إلى جهاز الموبايل باستخدام تقنية البلوتوث عبر تطبيق خاص، مما يسمح للطبيب والمريض من متابعة المستويات على مدار 24 ساعة والتحكم بها.
بفضل العدسات اللاصقة الذكية، يمكن للمرضى قراءة مستوى الكلوكوز في الدم بسهولة وفي أي وقت. بدلاً من الحاجة إلى التحليل المتكرر للدم، يمكن للمريض مراقبة مستوى الكلوكوز ببساطة عن طريق التحقق من القراءات التي تعرضها العدسات اللاصقة الذكية على الجهاز القارئ. يعني هذا أن المرضى قد يتمتعون بحرية أكبر وراحة في إدارة مرضهم.
ومن المزايا الأخرى للعدسات اللاصقة الذكية أنها توفر بيانات مستمرة ودقيقة حول مستوى الكلوكوز. يمكن للأطباء والمرضى استخدام هذه البيانات لتحديد الاتجاهات والنماذج في مستوى الكلوكوز وتحسين إدارة السكري. يمكن للأطباء تحليل هذه البيانات وتعديل العلاج والتوصيات بناءً على القراءات المستمرة، مما يساعد في تحقيق تحكم أفضل في مستوى الكلوكوز وتقليل مضاعفات المرض.
بالإضافة إلى ذلك، تعمل العدسات اللاصقة الذكية كنظام تنبيه مبكر لمستوى الكلوكوز العالي أو المنخفض. عندما يتم رصد قراءة غير طبيعية لمستوى الكلوكوز، يمكن للعدسات اللاصقة أن ترسل تنبيهاً للمريض عبر جهاز قراءة خاص به. هذا يساعد المرضى على اتخاذ إجراءات سريعة لتعديل مستوى الكلوكوز قبل أن يؤدي إلى مشاكل صحية أكبر.