انت الان في قسم الاعلام

في دراما الطفل تاريخ الخبر: 24/01/2023 | المشاهدات: 435

مشاركة الخبر :

عالم اليوم هو عالم التقنية الحديثة والتقدم العلمي والتطور الانساني والحضاري والاكتشافات العلمية. فقد توجه الانسان الى سبر اغوار العالم الطبيعي للسيطرة عليه واخضاعه للتكم والضبط الدقيق .لذلك اتجهت التربية بمجمل نشاطاتها الى بناء شخصية الانسان منذ الطفولة من خلال احداث تغيرات سلوكية تؤهله لاداء وظائفه الاجتماعية وتحقيق التوازن النفسي.
ولهذا السبب اخذ علم النفس يفسح مجالا واسعا لعلم نفس الطفل حتى اصبح محورا اساسيا تدور حوله كل الموضوعات الاخرى لهذا العلم وتستند اليه.
وجاءت الابحاث والنتائج التي انتهت اليها بالتأكيد على مفهوم مهم وهو مفهوم (النمو)والعوامل المؤثرة فيه وهناك قضية تربوية ونفسية مهمة تتصل بنمو الطفل وتطوير شخصيته من خلا ما يكتسبه من قدرات ومهارات ومعارف صادقة بالحياة من حوله وهي (اللعب). فاللعب هو شكل واقعي من اشكال النشاط عند الطفل لايمكن اغفاله فمن خلاله ينمو الطفل ويتعلم وهو الطريقة الفطرية التي يتعرف بها الطفل على نفسه وعلى غيره وعلى البيئة التي يعيش فيها .
ويعد التمثيل مظهرا متطورا لنشاط اللعب عند الاطفال وهناك الكثير من الخصائص المشتركة بين اللعب والتمثيل برز من خلاله مفهوم (دراما الطفل) او النشاط التمثيلي للطفل والذي يجد فيه الطفل فرصا حقيقية للنمو القائم على تنشيط الاستعدادات الحيوية عندهم من خلال اعتماد الفعل والحركة من منطلق المواقف المتغيرة والمتفاعلة بين الافراد والواقع الحي لهذا المجتمع او ذاك .
ومن هذا المنطلق فن الدراما عند الطفل شكل من اشكال الفن في ذاته وهي ليست من قبيل النشاط الذي يختلقه شخص ما ولكنها السلوك الواقعي لكائنات بشرية .
فاللعب هو طريقة الطفل في التفكير والتجربة والعمل والابداع خاصة عندما يفسح الكبار امامه الفرصة ويشجعونه على اللعب دون التدخل ويمنحونه حرية الحركة والتعبير دون قيود .
وفي لعب الاطفال توجدلحظات تشخيص واضحة يقوم فيها الطفل بتمثيل احدى الشخصيات المهمة في حياته مثل شخصية الاب المعلم الجندي شرطي المرور بالاضافة الى ظهور مواقف عاطفية كأن تعاقب الطفلة دميتها لعدم تناولها الطعام وهذه اللحظات هي مايسمى باللعب الدرامي ويجب التمييز بعناية بين النشاط التمثيلي للطفل(دراما الطفل) ومسرح الاطفال فلكل نشاط خصائصه ومقوماته .
ففي مسرح الاطفال هناك مسرحيات تكتب لتقدم على الخشبة وجمهورها من الاطفال وممثلوها كبار اوصغار يقومون بحفظ ماهو مكتوب ويؤدونه امام الجمهور على وفق خطة اخراجية معدة مسبقا لهذا الغرض مع استخدام المكملات المسرحية الاخرى كالازياء والانارة والديكور.
اما دراما الطفل فان الاطفال يقومون بارتجال الحركة والحوار للحدث الذي يقوم المشرف بتوجيههم نحوه والهدف منه هو تطوير شخصية الاطفال المشاركين وليس ارضاء لجمهور الاطفال المتفرجين .
وهنا يظهر دور دراما الطفل كنشاط حيوي يسهم في تحديد السمات الشخصية التي سوف يكتسبها الطفل في حياته فيما بعد .
ان شخصية الفرد في نهاية الامر ماهي الاحصيلة لما تمارس به من خلال اللعب والتمثيل اذا ما توافرت له الفرصة لممارستها في طفولته ومن ثم يتكون كل ماتتمتع الشخصية به من قدرات اهمها القدرة على الانهماك في العمل والاخلاص والصدق فيه وهما قاعدتا القدرة على التركيز ثم يأتي الابداع والابتكار .
وهنا يبرز الدور التربوي والتعليمي (لدراما الطفل) كعملية بناء لحياته الراهنة والمستقبلية في ان واحد اذا ماتفهمنا معنى الدراما وطبقناها بطريقة علمية صحيحة تمكن الطفل من السيطرة على عواطفه وجسمه ويكسب ثقة الاخرين متخليا عن انانيته من خلال التنفيس عن الكثير من النزعات الداخليه لديه من خلال تجسيده للحب والكراهية اثناء لعبه الدرامي وهذا مايساعده في تكونه الاخلاقي والتزامه بالسلوك الحسن.
ويجب ان نعي حقيقة علمية مهمة تقول (ان الطفل لاينمو الا وقت اللعب) والنمو هنا هو النمو النفسي والجسمي والذهني .
للدكتورة هدى هاشم محمد الربيعي