انت الان في قسم الاعلام

اثار الحرب في اعمال الفنان كاظم المرشد تاريخ الخبر: 25/05/2022 | المشاهدات: 658

مشاركة الخبر :

في قرية من قرى مدينة الصويرة في قضاة واسط ولد الفنان كاظم مرشد ذرب عام 1954متأثرا بالبيئة التي عاش فيها دخل معهد الفنون الجميلة في بغداد عام 1972 طوره مهارته الفنية في الرسم تربى وترعرع في فترات الحروب والجبهات وبدأت أعماله تأخذ طابعاً بيئياً يكشف عن ولع الفنان بالبيئة الشعبية وبعطرها وأسرارها وذكرياتها وحكاياتها الساذجة القديمة ليضع أجمل لحظاتها في أبسط رموز مجردة تنمو داخل إطار عالم اللوحة الفنية ، كائنات مختزلة إلى أبسط معانيها بطريقته العفوية في الأداء بضربات لونية غامقة ، وكذلك يتضح بأن في تخطيط له, ألوانه فهي غامضة تتسم بالسماجة وقوة التعبير والدلالة النفسية التي كان يرموها الفنان موحياً بخصائص فطرية تتجانس مع بعض من أعماله الفنية, وأشكال رسومات الفنان (كاظم المرشد) ، فهي مؤلفة من الخيال والتي تعود في مرجعيتها إلى رموز دينية أو أسطورية أو مستمدة من حكايات قديمة يحورها الفنان ويحولها إلى خضوع للمخيلة بحيث تنقلنا إلى أجواء سحرية خيالية يريد بها الفنان "تحفيز خيالنا المفقود من حياتنا ، ولزيادة الحساسية تجاه الجمالية في اللون والخط ، ولإعادة عالم فقدناه ، عالم من السحر والخيال.


من اعمال الفنان كاظم مرشد ذرب

فنجد في رسومه أكثر تمثيلاً لآثار الحربين التي عاشها الفنان اذ جسدت رسوماته الأحداث المروعة وما تضمنتها من مأسآة إنسانية أبدية وقد جسد لوحاته بحس تعبيري عالي كونها اتسمت بسمة التنوع والصدق فبدت رسوماته تنبض بالحياة فلا يمكن تكرارها بكونها وليدة ظروف ولا تتكرر أبداً، "فالتغيير والتنوع وفقاً لرأي الفنان يعدان شرطاً اساسياً للأبداع الفني وبدونه يفقد النتاج التشكيلي صفته الابداعية. لذا نجد أن أشكاله الآدمية بدت أكثر عمقاً وشمولية فضلاً عن أنها أتاحت الفرصة للمشاهد بأكتشاف أشكال جديدة وتفكيك أشكال أخرى فتأسس تأويلات وتفسيرات عديدة وأن سمة التغيير والتنوع نجدها قد تجسدت في اعمال الفنان ا لتي استخدم الفنان مفردات كثيرة للدلالة على التراث العراقي , وقد حفلت التجربة الفنية للفنان (كاظم المرشد) بالقلق والمعاناة وتفريغ هائل لما جرى لمحيط الحرب اذ صور الاجسام والاشكال على غير ماهي في الواقع وهذا ما اكده بقوله بأنه صار يرى الوجوه والاجساد بل وكل شيء على غير ما تراه العيون البشرية في اللحظات الطبيعية, فإذا هي تكشف عن قلقها وخوفها ازاء ترقب الموت والدمار في كل لحظة, فسقط القناع البشري الذي يوازي الكثير من الجناية النفسية والعصبية)، فراح في سياق حداثة أوروبية تعبيرية مختزلة الى اشارات معبرة عن حالة الفنان الخاصة فالفنان يحرر داخله بالرسم الخالص أو النقي، هو اشارات لصراع دائم في أعماق الفنان , سعى الفنان الى تفتيت الاشكال داخل اللوحة في محاولة تحرير الشكل من ماديته والتعبير عما هو كوني من خلال تناثر الألوان باتجاه ايجاد فضاء لا محدود تخلفه الايقاعات الموسيقية للون, فبدت اللوحة بلا مركز فضلا عن ان بؤرة هذه الاعمال تدور على محو ر الانتشار او ما يشبه الانفجار فغياب التماسك بين الاشكال المتناثرة قد سجل تشظيا في غياب الاسس المنطقية والتقليدية في انتاج العمل الفني.


من اعمال الفنان كاظم مرشد ذرب

فالفنان ( كاظم مرشد) يرى بأنه ينبغي أن يتمتع الفنان التشكيلي بعدد من المواصفات العقلية، والوجدانية، والمهارية، أما العقلية فهي طلاقة التفكير ومرونته وأصالته، واما الوجدانية فهي تقدير الجمال ونبذ القبيح اينما وجد، وأما المهارة فأنه يجب أن يمتلك القدرة على التخطيط والتلوين والانشاء التصويري فضلاً عن مهارة التشكيل المجسم.
.



من اعمال الفنان كاظم مرشد ذرب


ونجد ايضاً في أعمال الفنان (كاظم المرشد) مضامين انسانية مختلفة تروي لنا قصصاً تعبيرية ذات شحنات نفسية معبرة عن حالة وطن جريح يظهر فيها احساسه العميق من قهر وغضب مكتوم في داخله جراء الواقع المرير الذي يعيشه المجتمع العراقي,و إن لوحات (كاظم مرشد) تكشف عن خبايا ذاته التي إما أن تكون محتوى انفعالي ، أو تكون أفكاره التي تُخلق في لحظة إلهامية لا شعورية تولد تلقائياً وبلا ذات الفنان الواعية وبذلك سوف لا تخضع إلى أيِّ من القواعد والشروط الفنية ، كما إن نتاجاته الفنية ذات قيمة جمالية عالية الحساسية ومرتبطة بالبيئة.


من اعمال الفنان كاظم مرشد ذرب


لقد شكلت أعمال هذا الفنان حقلاً من الإشارات والعلامات العائمة التي تقبل التأويل وتستدعي قراءة ما لم يقرأ فيها من قبل لإنتاج قراءة جديدة تعيد تشكيل معنى آخر جديد ضمن خطاب يعنى في كل مرة بتفكيك أي مركز دلالي.

من اعمال الفنان كاظم مرشد

وبهذا يبقى الفنان كاظم المرشد يحمل الكثير من معاناته وافراحه ليجسدها في اعماله الفنية مستوحياً افكارها من واقع الحياة اليومية ممثلة بالرموز ذات المنحى العفوي المحمل بالسمات الفطرية النابعة من ذات الفنان دون مؤثرات خارجية تعيق تعبيره عنها لتكون ملامح يشار اليها بالصدق والبساطة في المنجزات التصويرية لتصبح فيما بعد قوة فنية جديدة في حركة فن الرسم العراقي المعاصر
التدريسية م.م حنين محمد عبيد