انت الان في قسم الاعلام

تغيير موازين الإعلام في عهد كوفيد19 تاريخ الخبر: 27/03/2022 | المشاهدات: 409

مشاركة الخبر :

مما لم نكن نتصوره يوماً ان يصبح الإعلام رهينة ل أرقام تطور كورونا في اي بلد، فالمتعارف عليه ان الإعلام ووسائله هو محرك الاحداث، ولكن في عام 2020 تغيرت المفاهيم وانقلبت المقاييس، ليصبح اساس كل نشرة هو تطور الظروف الوبائية، هناك كثير من الملفات والمواضيع التي استغلت الوضع سواء لاستمالة الاحداث او ترجيح كفة لصالح اخرى او حتى في الانتخابات كما شهدناه في الولايات المتحدة الامريكية "الانتخابات الرئاسية بين ترامب ومنافسه بايدن" فالأول حاول بكل تأكيد ان يقنع الامريكيين بتوفر اللقاح الشافي من كورونا فيما استعطف الثاني قلوب الناخبين نحو العمل معاً لمكافحة الفيروس وبين هاذا وذاك يرجع الصراع الاسطوري القديم بين الديموقراطيين والجمهوريين، لكن حسب الخبراء يبقى منطق المصلحة هو السائد.
ملف كورونا بات مدخلا لكل مشكلة وحدث او استطلاع، فكل مرة يطل علينا مسؤول سامي، يقدم مبررات عن امر ويؤكد في اول المقام ان السبب هو كورونا ازمة اقتصادية عالمية نتخبط فيها منذ مالا يقل عن 10 سنوات، وهاذا ما تم ترجيحه في العامين المنصرمين ان الازمة ستطال نفس المدة جراء تبعات كوفيد 19 على مختلف البلدان وخاصة منها المنتجة لمواد الطاقة لولا دخول حدث عالمي آخر وهو الحرب القائمة الآن بين "روسيا واوكرانيا" الذي لم يبدد هذه المخاوف بسبب تدهور السوق العالمية مجدداً.
وفي العودة عن الحديث الذي يتداول ان كورونا لم تنتهي بعد! تعبئة الاحداث باستمرار تعتبر مادة دسمة للأعلام والاعلاميين الذين يربطون هاذا بذاك، وينظرون في كثير من البلاتوهات عن مستقبل تحكمه ارقام تعود على فيروس القديم الجديد.
فهل حقيقة ان إعلام اليوم يحكمه تطور الوضعية الوبائية في العالم...؟
والغريب في ذات الوقت وبتداول اعلامي كبير، القارة الافريقية وما يحدث فيها من مخاض في بعض بلدانها، ليبيا المالي الصحراء الغربية مصر السودان، حروب اهلية، واستعمار، يؤخذ بعين الاعتبار فيها .. تفشي الوباء.
هل اصبح الاعلام رهينة كوفيد 19 ؟ ام هو وجه جديد يمارسه لوبي الاعلام الدولي المسيطر لبث وزرع صورة الموت المحتم في كل متابع للأحداث..؟
ففي سياسة الإعلام الجديد تدخل التوازنات بحسب الترتيب الزمني للإحداث وأهميتها، ولكنها لا تلغي الاحداث التقليدية البارزة والتي تمثل مركز الثقل لموادها الإعلامية مما تعطيها الاستمرارية والاسبقية في مواكبة الاحداث بعيداً عن المعايير المهنية للإعلام.

المدرس المساعد
مثنى ابراهيم الطالقاني
قسم الإعلام / كلية المستقبل