انت الان في قسم هندسة تقنيات ميكانيك القوى

النانوتكنولوجي في التطبيقات العسكرية: مقالة علمية للتدريسي م. لؤي هاشم عبود تاريخ الخبر: 27/09/2020 | المشاهدات: 3416

مشاركة الخبر :

علم النانو (Nano-science) أبصر النور كأحد فروع الفيزياء الحديثة عام 1959 بواسطة العالم الامريكي ريتشارد فليب فاينمان. حيث قدم فاينمان ورقة بحثية بعنوان "هنالك متسع في القاع" القاها أمام الجمعية الفيزيائية الامريكية وصف في العلم الجديد الذي يمكن من خلاله تحريك الذرات والتلاعب بها من أجل الحصول على الخواص التي نحتاجها في تطبيق معين أو في مجال معين من مجالات الحياة. هذا الفرع الجديد من العلم يدخل في جميع مجالات الحياة العسكرية والطبية والصناعية والتجارية والغذائية وحتى المجال العمراني. النانو هو من الوحدات الصغيرة للقياس ويمكن ان يستخدم لاي كمية فيزيائية. وبالنسبة للمتر يساوي (10-9 متر) اي مليار جزء من المتر وهو قياس صغير جدًا بالنسبة للأبعاد التي نتعامل معها في حياتنا اليومية ، وعلم النانو هو فرع من العلوم يهتم بدراسة المواد التي تمتلك ابعاد نانوية اما تقنية النانو تهتم بتصنيع الاجهزة التي يمكن استخدمها لتوصيف المواد النانوية اي دراسة خصائصها ، ولا يمكن أن نعتبر المادة من المواد النانوية اذا لم يكن احد ابعادها بمقياس نانوي اقل من 100 نانو متر بكلمة اخرى ان يبلغ احد الابعاد كالطول او العرض او الارتفاع بين 1 الى 100 نانو ويرمز له بالرمز nm .
في عام 1990 تم إنتاج أنابيب الكربون النانوية (Carbon Nanotube- CNT)، وذلك بتكبير الكرات النانوية (الفولورين) لتكوين أسطوانات كربونية. وبالإمكان إنتاج عدة أشكال من الأنابيب الكربونية النانوية ؛ فهي إما أن تكون أنابيب كربونية أحادية الجدار (Single Wall Carbon Nanotubes -SWCNT). وبالإمكان إدخال عدة أنابيب ذات أقطار مختلفة ومتدرجة في الصغر لتكوين أنابيب الكربون النانوية المتعددة الجدران (Multi Walls Carbon Nanotubes- MWCNT)، أو إلصاق (ربط) هذه الأنابيب خارجيًّا بعضها ببعض لتكوين ما يسمى بحبل الأنابيب الكربونية (Rope of nanotubes)،. ويصل قطر هذه الأنابيب إلى 1 نانومتر، وطولها إلى عدة مئات من النانومترات. أما في التطبيقات العسكرية فأسطوانات النانو التي تستخدم لخزن المعلومات تمتلك سعة تخزينية تعد هذه السعه أكبر الاف المرات من أجهزة الحاسوب الكمبيوتر الاعتيادية، والهياكل المصنوعه من انابيب الكربون الناوية وتكون ذو قوة 100 مرة من الفولاذ، ويمكن تصنيع سترات رقيقة من مواد نانوية تسمى (الفرايت) ان هذه السترات لديها القدره على امتصاص موجات الراديويه لكي يمكن ان يتسلل ويتخفى، الى صناعة الأقمار الصناعية متناهية الصغر (النانو) .وان صناعة السترات العسكرية المصنعه من مادة نانوية تكون واقية ضد المقذوفات مما تسمح بمرور الهواء ولكنها مانعه جيده للغازات السامه وكون صناعتها كيميائياً وبايولوجياً ممكن تغير خواصها ومواصفاتها وذلك بتغير المجال المغناطيسي والكهربائي المسلط عليه وبذلك يمكن للسترة الواقيه ان يتغير لونها الخارجي ليتمكن الجندي من التخفي والتمويه خلال المصادمات العسكريه وقد كشف الباحثين في هذا المجال حالات كثيرة منها ان تكون هذه الستره ضاغطه على النزيف الذي يتعرض له الجندي خلال المعركة لفترة مؤقته وكذلك وضع حساسات نانويه اكثر دقه لكشف الحالات الفزيائيه للمقاتل منها نبضات القلب والاجهاد والضغط . ومن تطبيقات النانو تكنولوجي في مجال صناعة الواقيات ضد المقذوفات التي يرتديها الجندي أن تعطيه قوة خارقه وذلك من خلال وجود الياف تعمل كمصدر للطاقه الناتجه (بطاريات) وبحجم صغير جداً ومجسات استشعار لأنتاج عضلات خارجيه, وان لهذه السترة ميزه اخرى وهي التصلب خلال اختراق الرصاصه للسترة الواقيه لكي لا تصيب جسم المقاتل. وهناك مراكز بحثية قد طورت هذه السترات المضادة للمقذوفات مما تجعل المقاتل غير مرئي وبأمكانة القفز فوق الجداران 6 امتار وامكانيه معالجة الجروح خلال المعركة.
أن تقنية النانو في مجال التسليح أصبحت أكثر فتكاً ودماراً وذات تأثير فعال لأنها اصبحت خليط لأسلحة الدمار الشامل الثلاثه المتكونه من السلاح النووي والسلاح البايولوجي والسلاح الكيمياوي وان هذه التقنيه الناويه العجيبه قد اذلت العالم بالانتقالات السريعه من الاسلحه التقليديه الى الاسلحه الحديثة المعتمده على هذه التقنيه. ومن الدول الاكثر تطبيقاً لتقنية النانو الولايات المتحدة الأمريكيه التي بدأت دراستها على هذه التقنيه في عام 2000 وتم تخصيص مبالغ طائلة لأجل النهوض بها مما اسس معهد البحوث التكنونانوية العسكرية وتم تطبيقها على كافة المجالات العسكريه . الصين التي بدأت بوقت مبكر لهذه التقنيه منذ عام 1989 واصبحت اكثر نمواً في العالم وتقدر مبالغها اكثر من 145 مليار دولار . روسيا التي بدأت دراستها وتطوير تكنولوجيا النانو خلال عام 2007 وتم تطبيقها في المجالات العسكريه وقود الصواريخ. وهناك الكثير من الدول التي اعتمدت على تقنية النانو مثل اليابان وكوريا الجنوبيه والاتحاد الاوربي والهند وباكستان.
وفي الختام ذكر لويس ديل مونتي عالم الفيزياء أن "العديد من التحذيرات حول الأسلحة الصغيرة التي يطلق عليها اسم (Nanoweapons) يمكن أن تؤدي الى نشوب حرب عالمية مدمرة ما قد يؤدي الى انقراض البشر بحلول نهاية القرن" واضاف لويس مونتي أن هذه النهضة بتقنية النانو يمكن ان يكون اشد فتكاً من اسلحة الدمار الشامل لأنه وضع ميزانيات ضخمه مثل الصين والولايات المتحدة الامريكية وروسيا في اطار التطوير البحثي في مجال النانو تكنولوجي وقد أكد أن هذه التقنية التي تخلق اسلحة مميته بحجم الحشرة ستجعل حكومات العالم في تنافس مستمر في سباق التسلح الاكثر دموية على الاطلاق وقد ذكر أن اسلحة (Nanoweapons) على شكل روبوتات تشبه الحشرات التي يمكن برمجتها لأداء مجموعة من المهام المرعبة مثل تسميم البشر والمياه وتلويث الغذاء .