یعتبر النانو تكنولوجي أحدث العلوم وأھمھا في الوقت الراهن ونظراً لأهميته النظرية والتطبيقية فقد ظهرت فوائده المتميزة لخیر البشرية، حيث يعتبر طب النانو أحد اهم المجالات التطبيقية لتقنية النانو، بل وأعظمها على الاطلاق، يرجع ذلك لارتباطها المباشر بحياة وصحة الانسان، فقد ساعد التطور الحديث في تقنيات النانو على تغيير القواعد الطبية المتبعة في منع الأمراض وتشخيصها وعلاجها، وأصبحنا نعيش عصر التقنية الطبية النانوية، حيث تقدم تقنية النانو على سبيل المثال، طرقا جديدة لحاملات الدواء داخل جسم الانسان، تكون قادرة على استهداف خلايا مختلفة في الجسم.
يعتبر توصيل الدواء الى الانسجة أحد اولويات البحث في مجال طب النانو، حيث يعتمد على تصنيع مواد نانوية دقيقة تعمل على تحسين التوافر الحيوي للدواء (Bioavailability). ويعني ذلك تواجد جزيئات الدواء في المكان المستهدف من الجسم، حيث تعمل بأقصر فاعلية، وبالتالي ينخفض معدل استهلاك الدواء، والتقليل من اعراضه الجانبية، وكذلك التكلفة الاجمالية للعلاج.
ويواصل علماء الصيدلانيات (Pharmaceutics) تصنيع منظومات تتكون من البوليمرات النانوية لتوصيل الدواء الى المناطق المراد بلوغها، وعادة ما تكون الخلايا الحية نفسها، وهذا الهدف مهم جدا، لان الكثير من الامراض تحدث نتيجة لخلل داخل الخلية نفسها. وكذلك يمكن لبعض الادوية ان تعطى للمريض وهي خاملة وتنشط في المناطق المصابة فقط لتفادي التأثير السلبي للدواء في بعض الانسجة، ولهذا سيكون من اهم واجبات طب النانو تصنيع ادوية جديدة ذات نفع أكثر وفائدة أكبر وتأثيرات جانبية اقل.
تتعدد الأبحاث المتعلقة بطرق إيصال الدواء المبنية على تقنيات النانو، حيث يعتمد بعضها على انابيب ذات مقياس صغير جدا لها القدرة على الحركة، ويمكن توجيهها الى المنطقة المراد علاجها، والبعض الاخر يعتمد على أنظمة ذكية ذات حجم صغير جدا يمكن زراعتها داخل الجسم ولها القدرة على التحكم في جرعات الدواء والوقت المناسب لإيصاله.

مدرس مساعد لآل عبدالله حمزة