انت الان في قسم تقنيات التخدير

كيف يؤثر تغير المناخ في حقوق الإنسان تاريخ الخبر: 17/11/2023 | المشاهدات: 27

مشاركة الخبر :

ترتبط حقوق الإنسان ارتباطًا وثيقًا بتغير المناخ بسبب تأثيره ليس على البيئة فحسب، بل على رفاهنا أيضًا. وستستمر آثاره في الازدياد والتردي مع مرور الزمن، وستتسبب بالتخريب للأجيال الحالية والمستقبلية. ولهذا فإنه قد يكون تقاعس الحكومات عن اتخاذ إجراءات لمواجهة تغيّر المناخ، في ظل أدلة علمية دامغة، أّفدح انتهاك لحقوق الإنسان لمختلف الأجيال في التاريخ.
تغير المناخ والحق في الحياة
لدينا جميعًا الحق في الحياة والعيش بحرية وأمان. لكن تغير المناخ يهدد حياة وسلامة المليارات من الناس على هذا الكوكب. ويظهر المثال الأشد وضوحًا من خلال الأحداث المتعلقة بالأحوال الجوية البالغة الشدة، مثل: العواصف، والفيضانات، وحرائق الغابات. لكن، هناك الكثير من الطرق الأخرى الأقل وضوحًا التي يهدد من خلالها تغيّر المناخ حياة البشر. وتتوقع منظمة الصحة العالمية أن يودي تغيّر المناخ بحياة 250000 شخص في السنة بين عامي 2030 و2050
تغير المناخ والحق في الصحة
لدينا جميعًا الحق في التمتع بأعلى مستوى يمكن بلوغه من الصحة البدنية والنفسية. وفقًا للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيّر المناخ، فإن الآثار الصحية الرئيسية لتغير المناخ ستشتمل على زيادة مخاطر الإصابة والمرض والوفاة بسبب موجات الحر والحرائق الأكثر حدة، من بين أمور أخرى؛ وزيادة خطر نقص التغذية نتيجة لانخفاض إنتاج الأغذية في المناطق الفقيرة؛ وزيادة مخاطر الأمراض التي تنقلها الأغذية والمياه، والأمراض المنقولة عن طريق النواقل. إن الأشخاص، وخاصة الأطفال، الذين يتعرضون لأحداثٍ صادمةٍ نفسيًّا كالكوارث الطبيعية التي يفاقمها تغير المناخ، يمكن أن يعانوا من اضطرابات إجهاد ما بعد الصدمة.
تغير المناخ والحق في السكن
لدينا جميعًا الحق في مستوى معيشة لائق لنا ولأُسرنا، بما في ذلك السكن اللائق. لكن الأحداث المناخية شديدة القساوة المرتبطة بتغير المناخ، مثل الفيضانات، وحرائق الغابات، سبق أن بدأت تدمر منازل الناس وتهجّرهم. كما يمكن للجفاف أن يؤدي إلى تغييرات ضارة كبيرة في البيئة بينما يهدد ارتفاع مستويات مياه البحار منازل الملايين من البشر في المناطق المنخفضة في كافة أرجاء العالم.
تغير المناخ والحق في المياه والصرف الصحي
لدينا جميعًا الحق في المياه المأمونة والصرف الصحي الذي يضمن بقائنا بصحة جيدة. لكن ثمة مجموعة من العوامل: مثل ذوبان الثلوج والجليد، وانخفاض معدل هطول الأمطار، وارتفاع درجات الحرارة، وارتفاع مستويات مياه البحر، تظهر أن تغير المناخ يؤثر في جودة وكمية الموارد المائية. هناك حاليًا 785 مليون شخص لا يتمكّنون من الحصول على مصدر للمياه أو الصرف الصحي يكون على الأرجح آمنًا، وتغير المناخ سيجعل هذا الأمر أسوأ.
ما الذي يسبّب تغيّر المناخ؟
•حرق الوقود الأحفوري
•الزراعة وإزالة الغابات
•تغيير غاية استخدام الأراضي
لطالما شهد الكوكب تقلبات كبيرة في متوسط درجات الحرارة. إلا أنه في الفترة الحالية، ترتفع درجة الحرارة بسرعة أكبر من أي وقت مضى. لقد أدت الأنشطة التي هي من صنع الإنسان إلى زيادة تركيز غازات الدفيئة في الغلاف الجوي. إنها تتسبب في زيادة متوسط درجة حرارة كوكبنا بمعدل سريع جدًا بحيث يتعذر على الكائنات الحية التكيف معها.
يُعد حرق الوقود الأحفوري مثل الفحم والنفط والغاز مصدرًا لمعظم الانبعاثات لجميع القطاعات الاقتصادية تقريبًا. وهو يُعدّ مصدر أكثر من 70 في المائة من انبعاثات غازات الدفيئة العالمية.
وتقدر الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ أن ما يقرب من ربع إجمالي انبعاثات غازات الدفيئة مصدرها الزراعة والحراجة (23 في المائة)، مما يجعلها ثاني أعلى مصدر للانبعاثات بعد قطاع الطاقة. يأتي حوالي 40 في المائة من هذه الانبعاثات من عملية الهضم الطبيعية التي تحدث في الحيوانات المجترة مثل الماشية والأغنام والماعز. ويشكل استخدام الأراضي، وتغيير غاية استخدام الأراضي مثل إزالة الغابات، وتدهور الغابات، وحرائق الغابات، مصدرًا خطيرًا لانبعاثات غازات الدفيئة. وكثيرًا ما ترتبط هذه الأنشطة مثل تحويل مناطق الغابات إلى أراضي للرعي لأغراض تربية الماشية التجارية، وإنتاج محاصيل الأعلاف مثل الصويا، ومزارع زيت النخيل، ارتباطًا وثيقًا بنظم الأغذية الزراعية الصناعية.
م.م ليليان قاسم علوان