إنّ المشاعر الّتي تراودنا، والّتي تتأرجح بين فرح يصعد بنا إلى السّماء وحزن يهوي بنا إلى الأرض، هي نتاجٌ للعديد من التفاعلات الكيميائيّة المعقدة. حيث يفرز جسم الانسان العديد من الهرمونات، وهي موادّ كيميائيّة ترزها الغدد الصمّاء، وظيفتها تنظيم مختلف العمليّات الحيويّة، بما فيها التأثير على المشاعر
تتحكم مجموعة من الهرمونات، تسمّى "هرمونات السعادة" بمشاعرنا الإيجابية. سنتعرف عليها فيما يلي
: Serotonin
يعتبر السيروتونين هرمون السّعادة الأوّل، وهو في طبيعته الوظيفيّة ناقل كيميائيّ عصبيّ يساعد على نقل السيال العصبي والإشارات العصبيّة بين الخلايا العصبيّة. يعمل السيروتونين على تنظيم المزاج العام، ومنع الاكتئاب، كما يساهم في الحفاظ على توازن الشّهيّة.
من الجدير بالذّكر أن كميّة كبيرة من السيروتونين تتواجد داخل جهازنا الهضميّ، وهذا قد يفسّر تحسّن مزاجنا عند تناول الأطعمة الغنيّة بالكربوهيدرات.
أما سرّ شعورنا بالسعادة عند تناول الشوكولاتة، فيعود إلى احتواء كل ما يَتنج من الكاكاو، كالشوكولاتة، على مادة تسمّى التريبتوفان. تساهم هذه المادة في زيادة نسبة السيروتونين في الدماغ، وبالتالي في شعورنا بالسعادة..
: Endorphins
الإندورفينات هي نواقل عصبيّة تعرف باسم "قاتلة الألم"، وذلك لأنها تعمل عمل مسكنّات داخليّة للجسم تعتبر الإندورفينات بديلًا طبيعيًا للمورفين، ولعّل ذلك يفسّر حالة النشوة الّتي تعترينا بعد ممارسة رياضة شاقّة، أو القيام بعمل مضنٍ، أو حتى بعد سماع الموسيقى وتناول وجبة حارّة، حيث ترتفع الإندورفينات ارتفاعًا ملحوظًا بعد هذه النشاطات.
:Dopamine
يرتبط الدوبامين بتحقيق الأهداف، أو الحصول على المبتغى. حيث يرتفع مستوى الدوبامين فيشعرنا بسعادة فائقة عند تحقيق هدف ما أو عند الحصول على محفّز يدفعنا إلى الأمام. ويرتفع كذلك عند المفاجآت السارّة، أو الحصول على علامة عالية، أو كسب صفقة مربحة.
بالإضافة إلى ذلك، فإنّه يلعب دورًا مهمًا في عمليات التعلّم الذاكرة، وفي تنسيق جهازنا الحركيّ
:Oxytocin
ويسمّى كذلك بهرمون الحبّ، حيث يلعب دورًا مهمًا تقوية صلة الحب بين الأم وطفلها بعد الولادة .

م.م هدير محمد صبحي
ماجستير علوم كيمياء