الوصفة الطبية من وجهة نظر صيدلاني

الحلقة الاولى

الوصفة الطبية بغايتها الحالية وجدت مع وجود أول صيدلية في العالم ، وكان ذلك في بغداد عام 766 م ، فمثلا في المستشفى العضدية ، كان الطبيب الرازي المتوفى ( 320 ﮬ - 932 م ) يجلس في العيادة الاستشارية التي كانت على شكل حلقة درس ، حيث يدخل المريض فيستقبله الطبيب المتدرب الجديد ، فاذا لم يعرف علته حوّله الى الطبيب الذي يجلس بجانبه وهو اعلى منه مرتبة علمية وهكذا حتى اذا عجز الجميع عن علاجه يتدخل الرازي ليبين الاخطاء والامور التي لم يلتفتوا اليها ، وبعد ذلك يكتب له وصفة ليأخذها من صيدلية المستشفى .

أنا كصيدلي عندما أقرأ وصفات الأطباء التي ترد الى صيدليتي فانني أتعرّف من خلالها على الكثير من الأمور ... فالوصفة كالمرآة تعكس قدرات الطبيب الذي قام بتحريرها .

أولا، ان الوصفة الطبية تعكس معرفة الطبيب والتزامه بالسياقات الواجب توفّرها في الوصفة الطبية ، حيث يجب أن تحتوي الوصفة الطبية على :-

1. اسم الطبيب وعنوان اختصاصه ، ثمّ اسم المريض ، وجنسه ، وعمره ، ووزنه اذا احتجنا لمعرفة وزنه ، ونحتاج الوزن في الأطفال على الأكثر .
2. رقم هاتف العيادة.
3. التشخيص .
4. العلاج ، مع معلومات وافية عن قوة العلاج و شكله الصيدلاني و طريقة استخدامه . ويكتب اسم العلاج بخط واضح واملاء صحيح ، وفي حالة ذكر اسم تجاري غير متعارف عليه يجب ذكر الأسم العلمي بين قوسين ، والفائدة من ذلك :

- سهولة قراءة الوصفة من قبل الصيدلي فلا يحتاج المريض الذهاب لأكثر من صيدلـية .
- تقليل نسبة الخطأ في ترجمة الوصفة الطبية فلا يضطر المريض الى الرجوع لأكثر من مرة الى الطبيب بسبب الخطأ في تجهيز العلاج ، وكم من مريض تناول علاجا خاطئا بسبب الخطأ في قراءة الخط الناتجة من عدم وضوح الخط وعدم عودة المريض الى طبيبه للتأكد .
- يجبّ عن نفسه تهمة المريض الذي يقول بأن اتفاقا ما بين طبيبه والصيدلية المجاورة دليلها الرموز التي لاتستطيع صيدلية اخرى قراءتها ، وقد قال الامام علي (ع) ( من وضع نفسه مواضع التهمة فلا يلومن من اساء به الظن).

بعد آخر علاج ، يجب أن يغلق الطبيب الوصفة الطبية لمنع الاضافة ، ثم يختم الوصفة باسمه وتوقيعه .