انت الان في كلية الصيدلة

الوصفة الطبية الحلقة الثالثة بقلم دكتور حسنين عوض تاريخ الخبر: 10/01/2023 | المشاهدات: 815

مشاركة الخبر :

الوصفة الطبية من وجهة نظر الصيدلاني
د. حسنين كامل عوض
أعزائي القراء آمل أن تكونوا بصحة جيدة عند قراءتكم لهذه السطور،
في الحلقتين الأولى ذكرت مواصفات الوصفة الطبية وشروط كتابتها التي تقع على عاتق الطبيب ثم تحولت في الحلقة الثانية إلى واحدة من أهم السلبيات التي تقع على عاتق الصيدلي ألا وهي عدم تواجد صيدلي محترف في الصيدلية ومما يسبب الأمر من إضرار بصحة المريض .
في هذه المناسبة سوف أؤكد أركان الوصفة الطبية بشكل مختصر لتكون ثمانية شروط :
)المعلومات الخاصة بالطبيب الواصف، الملومات الخاصة بالمريض، التاريخ، علامة R، العلاج الموصوف،
ملاحظات الطبيب إلى الصيدلي، تعليمات الاستخدام موجهة للمريض ومعلومات أعادة الوصفة في المستقبل(.

أن المشاكل التي نواجهها اليوم في صيدلياتنا مع وصفة الطبيب ، موجودة في كل أنحاء العالم، والدول التي تعتني بصحة مواطنها دائما تلجأ إلى تطوير الوصفة وإيجاد حلول لكل المشاكل .
فاليوم توجد في العالم وصفة مقاومة للتزوير أي لا يستطيع المريض مسح أو تغير أي كلمة أو رقم داخل الوصفة لان ورقها صنع بطريقة خاصة.
كما لجؤو إلى الوصفة الالكترونية حيث تصل إلى الصيدلي بواسطة الهاتف أو جهاز الحاسوب فيقوم الصيدلي باستلامها وتحويلها من معلومات الكترونية داخل الحاسبة إلى ورقة وصفة عادية ولكنها مطبوعة الكترونيا وفوائد هذه الوصفة: هو 1- الخط واضح جدا فيقلل الخطأ في قراءة الوصفة.
2- تمر الوصفة على برنامج يتابع وجود تداخلات دوائية وغيرها لمنع كتابة أي تداخل دوائي قد يضر بصحة المريض.

ومن الجميل أن أرى اليوم الكثيرمن الأطباء في مدينة بابل يستخدمون الوصفة الالكترونية الذين وجدوا فوائد أخرى كثيرة للوصفة الالكترونية مثل سهولة معرفة التفاصيل الكاملة عن كل مريض عندما يعود مرة ثانية إلى العيادة وهذا الأمر يدعو إلى التفاؤل أننا سوف نصل إلى نظام صحي متكامل، وفي يوم ما قريب أن شاء الله لن تكون هناك أخطاء كارثية كالخطأ الذي أدخل الرعب إلى عائلة أبو حيدر الذي أصطحب زوجته إلى أحد أطباء مدينة كربلاء المختص بعلاج أمراض المفاصل لكنه لم يشأ ابتياع العلاج من مدينة كربلاء بسبب تأخر الوقت فعاد مسرعا إلى مدينة الحلة وفي اليوم التالي صرف الوصفة من أحدى الصيدليات التي يثق بها.
وعاد إلى زوجته التي تناولت العلاج بدون مشاكل حتى بدأ مفعول الدواء بالعمل إذ بدأت الحالة تزداد سوءاً وبدأ جسم زوجته يتشنج بالكامل ورقبتها تشنجت ولا تستطيع تحريكها ولسوء الحظ أن هذه الأحداث دائما تحدث في الليل حيث لا حل لديهما ألا الانتظار حتى الفجر ليلف أبا حيدر زوجته بفراشها الذي تنام علية ويأخذها إلى طبيبها في مدينة كربلاء مصطحبا معه الوصفة والعلاج فعاينها الطبيب وتفاجئ بأن العلاج خاطئ، فهو قد وصف سوتلين 20 ملغم والصيدلية قد صرفت ستلازين 10 ملغم كبسولة يالها من طامة كبرى فهذه المادة أي الستلازين تعطى بجرعات قليلة مثل 1 ملغم و 2ملغم ومن النادر أن تصل جرعتها إلى 10ملغم أما أخذ 20 ملغم فهذا يعني مضاعفة الآثار الجانبية والحمد الله أن العلاج ليس لديه أثر سمية حيث ينتهي مفعوله بعد طرحه إلى الخارج الجسم بالتدريج.
فإذا أردنا أن نستفيد من هذه الحكاية فعلينا أ ولا أن نحدد الأخطاء:
- الخط كان غير واضح بحيث تتشابه الكلمتين بشكل كبير.




- أخذ العلاج من مكان بعيد عن الطبيب وعدم العودة إلى الطبيب للتأكد.
- الخطأ الأخر هو عدم وجود صيدلي في الصيدلية الذي ابتاع أبو حيدر منها العلاج.
اليوم يجب أن تقوم نقابة الأطباء بأخذ دورها في متابعة الوصفات والطلب من الأطباء أما كتابة الوصفة بخط واضح أو اللجوء إلى الوصفة الالكترونية. أما نقابة الصيادلة فيجب أن تقضي على الصيدليات الوهمية وتؤكد ضرورة تواجد صيدلي محترف في كل صيدلية.


وفي النهاية أتمنى أن لا يضطركم الدهر للاحتياج للحاكم أو الحكيم .

مع السلامة ...