انت الان في قسم علوم الفيزياء الطبية

مقالة عن دور النظائر المشعة في المجال الطبي للتدريسية (م.م ايمان احمد) في قسم علوم الفيزياء الطبيه تاريخ الخبر: 13/01/2023 | المشاهدات: 713

مشاركة الخبر :

ترتبط كلمة الإشعاعات لدى كثير من الناس بالأخطار والكوارث النووية، إلا أن الحقيقة تدحض بعض تلك المزاعم، فعلى الرغم من أخطار بعضها، فإن لكثير من تلك الإشعاعات دوراً مفيداً للإنسان، وقدمت خدمات جليلة على امتداد نحو قرن من الزمن. علماً أنه في كل لحظة تخترق أجسامنا آلاف الأنواع من الأشعة، ولم يعرف الإنسان ماهيتها حتى وقت قريب نسبياً، بعد أن تنبه عدد من الباحثين لها، وجرى الكشف عن أنواعها وهويتها وفوائدها وأضرارها.

الإشعاع ظاهرة طبيعية قديمة منذ نشأة الأرض، وهي جزء ثابت في حياتنا اليومية. والإشعاع طاقة تنبعث من مصدر ما، وتنتقل خلال الوسط المحيط بها، سواء كان الوسط مادياً أو فراغاً، وقد يحدث امتصاص كلي أو جزئي لهذه الطاقة من الوسط المحيط، أو قد تخترق الوسط دون حدوث أي امتصاص لها. والإشعاع قد يكون على هيئة موجات أو جسيمات ويعتمد على مصدره، وهو نوعان: مؤين وغير مؤين.
ويعد عام 1895 بداية التعرف إلى هذه الظاهرة، إذ اكتشف عالم الفيزياء ويليام كونراد رونتغن الأشعة السينية X، حينما كان يجري بعض التجارب على أنبوب كروكس.ونشرت صحيفة (لندن تايم) نبأ هذا الاكتشاف المهم في عام 1896. وشاع في العالم صورة يد زوجة رونتغن وقد ظهر فيها خاتم زواجهما. وفي العام نفسه لاحظ العالم أنطوان هنري بيكريل وجود أشعة مشابهة للسينية تنطلق بشكل تلقائي من أملاح اليورانيوم، وسجل هذه الظاهرة في الأول من شهر مارس 1896، وبذلك جرى اكتشاف ظاهرة النشاط الإشعاعي.
وتتابعت بعد ذلك أبحاث عدد من الفيزيائيين، ومنهم (فريق كوري) الذي ضم ماري سكلودوفسكا وزوجها بيير كوري، والذي تمكن من الكشف عن ماهية الأشعة المنطلقة من اليورانيوم، التي تختلف عن الأشعة السينية، واتفق حينذاك على إطلاق مصطلح جديد على ذلك هو النشاط الإشعاعي. وأثبت هذا الفريق أن النشاط الإشعاعي
لا يقتصر على اليورانيوم فحسب، بل إنَّ بعض العناصر تتميز بنشاطها الإشعاعي كالثوريوم والبولونيوم والراديوم. وتم التعرف إلى ثلاثة أنواع من الأشعة الصادرة، هي ألفا Alpha، وبيتا Beta، وغاما Gamma.

أشعة مؤينة وغير مؤينة
تقسم الأشعة إلى نوعين: مؤينة وغير مؤينة. والأشعة غير المؤينة هي أي نوع من الأشعة لا يمتلك طاقة كامنة لإحداث تغيير تركيبي في الذرات أو الجزيئات للمادة التي تلامسها، فلا ينتج عن ذلك النوع من الأشعة أيونات ذات شحنة، وهذا لا ينفي حدوث بعض التأثيرات لبعض أنواع الأشعة غير المؤينة عند التعرض لكثير منها.
ومن الأمثلة على الأشعة غير المؤينة، معظم الإشعاعات الواردة من الشمس، والاتصالات اللاسلكية، وموجات الراديو، والميكروويف، والأشعة تحت الحمراء، وإشعاعات الهواتف النقالة، وهذا النوع من الأشعة يتميز بانخفاض طاقته وموجته الواسعة.
أما الأشعة المؤينة، فهي تحدث تغييرات واضحة في تركيب الأنسجة الحية التي تتعرض لها. ومن الأمثلة عليها، الأشعة السينية، والإشعاعات النووية، حيث ينتقل جزء من طاقة هذه الإشعاعات إلى إلكترونات ذرات الوسط المحيط، فتمتصه وتكسبها طاقة حركية وبالتالي تتكون أيونات موجبة وسالبة.
الاستخدامات الطبية
استرعت التأثيرات البيولوجية للعناصر المشعة انتباه عدد من الباحثين عند اكتشافها، ففي مطلع القرن الماضي لاحظ العالم بيكرل حدوث بقعة حمراء على جلد بطنه عندما كان يحمل في جيب ردائه قارورة تحتوي على الراديوم، وكان يجهل وقتها تأثيرها البيولوجي، وقد سُميَ هذا التأثير بحرق بيكرل، وتنبه الباحثون إلى التأثيرات البيولوجية للعناصر المشعة على جسم الإنسان. وقد درس الكيميائيان الألمانيان واكهوف وجيسل بالتعاون مع فريق كوري والعالم بيكرل، الحروق التي أصيب بها الأخير، وتم تسجيل كثير من الملاحظات المهمة، واستخدم مصطلح erythema doses للدلالة على الجرعة الإشعاعية المحدثة للتغيرات البيولوجية.
ويمكن القول إن أول من استخدم العناصر المشعة للعلاج كان الدكتور دانلوس، حيث عالج عدداً من مرضاه المصابين ببعض الأمراض الجلدية في مستشفى سانت لويس بباريس، واستخدم عنصر الراديوم.