انت الان في قسم علوم الفيزياء الطبية

مقالة علميه للتدريسية م.م الهام فيصل بعنوان فيتامين D (فيتامين الشمس) تاريخ الخبر: 05/06/2022 | المشاهدات: 902

مشاركة الخبر :

فيتامين "د" (D) هو عنصر غذائي يحتاجه الجسم ويعتبر من فئة الفيتامينات التي تذوب في الدهون, فهو ضروري لامتصاص الكالسيوم من الطعام , ولتكوين العظام بصورة سليمة. كما أنه يدخل في بناء الخلايا والوظائف المناعية للجسم . وفي الآونة الأخيرة , أظهرت الأبحاث أهميته في وقاية الجسم من مجموعة كبيرة من الأمراض , بالإضافة إلى ارتباطه بالعديد من الأمراض الخطيرة. فيتامين د هو في الحقيقة مكوّن هرموني وليس فيتامين بالمعنى الحقيقي
فالفيتامين هو المادة التي لا يستطيع الجسم تصنيعها ويعتمد على المصادر الخارجية كالأطعمة للحصول عليها, بينما فيتامين د يصنع وبصورة رئيسية في الجلد بصورته الخاملة بفعل تأثير أشعة الشمس الفوق بنفسجية على مركبات خاصة, ثم ينقل إلى الكبد ليقوم بتحويله إلى صورة مفعلة جزئيا فيتامين د2 وتطلق في الدم لتقوم الكلى عند الحاجة بتحويلها إلى الصورة المفعلة فيتامين د3 والتي تدخل في العمليات الحيوية الأساسية في جميع أنحاء الجسم., بينما يقتصر دور الغذاء على توفير كميات قليلة جدا منه . فيتامين "د" ليس مادة كيميائية واحدة، بل يشمل مجموعة من المواد، بما في ذلك فيتامين د2(D2) ود3(D3)، وفيتامين د3D3)) هو النوع الذي يصنع في الجلد عندما يتعرض الشخص لأشعة "ب" فوق البنفسجية من الشمس.
و تعتمد كمية فيتامين د التي يصنعها الجلد على العديد من العوامل ، بما في ذلك الوقت من اليوم والموسم وخط العرض وتصبغ بشرتك. اعتمادًا على المكان الذي تعيش فيه ونمط حياتك ، قد ينخفض إنتاج فيتامين د أو يكون غائبًا تمامًا خلال أشهر الشتاء.
وبالإضافة لأهمية فيتامين "د" في امتصاص الكالسيوم والفوسفات و صحة العظام والعضلات يلعب دور فعال في الحد من حدوث كسور العظام وهشاشتها عند الكبار في حال تناول جرعة يومية منه. وبالنسبة للأطفال؛ فهو يساعد على بناء عظام قوية، ويمنع الكساح الذي يتسبب في تقوس الأرجل والركبتين وضعفها. في المقابل، هناك تحذيرات من المبالغة في دور فيتامين "د"، مع تأكيد أنه ليس علاجا للسرطان أو أمراض أخرى.
ويعد نقص فيتامين «د» في الجسم من الأمراض الصامتة التي لا يشعر بها الشخص من بداية ظهورها ولكن مع وصولها إلى مرحلة أقل من 30 نانوا تبدأ الأعراض في الظهور مثل الخمول والكسل والآلام في العظام تتحول بعدها إلى هشاشة عظام تعرض الشخص لمجرد وقعة بسيطة إلى كسور قد تحتاج وقتاً طويلاً كي تجبر.
يقول الخبراء أن فيتامين (د) يعتبر من أكثر الفيتامينات التي يؤدي نقصها للإصابة بالعديد من الأمراض، وربما يكون الشعور المستمر بالتعب والإجهاد والرغبة في النوم هي السبب في معاناة ما يقرب من 42 بالمائة من الأمريكيين من نقص فيتامين (د)، حيث اثبت العلم خلال السنوات العشرة الماضية أن فيتامين د هو أحد الهرمونات الستيرويدية والذي يلعب دورًا أساسيًا في نمو وتوازن الدماغ ووظائف الجهاز العصبي لتأثيرهِ على عملية إنتاج وإطلاق بعض النواقل العصبية كالسيروتونين (Serotonin) والدوبامين (Dopamine).
ونظرًا للدور الكبير الذي يلعبه فيتامين "د" في وظائف الدماغ والأعصاب، فإن نقص مستوى هذا الفيتامين عن الحد الطبيعي يؤثر سلبًا على صحة الإنسان العقلية والنفسية، ومن أشهر أعراض نقص فيتامين د النفسية هي الشعور بالاكتئاب، فقد ربطت كثير من الأبحاث بينه وبين نقص فيتامين "د" ، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالاضطراب العاطفي الموسمي، يرتبط الاضطراب العاطفي الموسمي بالمواسم التي تقّل فيها أشعة الشمس كالخريف والشتاء، حيث يُرافق هذا الاضطراب بعض الأعراض، مثل: التقلبات المزاجية، وانخفاض النشاط العام، وفرط النوم. وقد ربط بعض الباحثين هذه الأعراض بنقص مستوى فيتامين "د" في الجسم، حيثُ تُعتبَر الشمس المصدر الأول لهذا الفيتامين .وهناك اعرض اخرى منها ضغط الدم والسكري ,حكة الرأس, بقع حمراء على البشرة, الشعر الأبيض أو الضعيف وكذلك تقرحات الفم .
وأفضل طريقة للحصول على فيتامين "د" هي تناول الأطعمة الغنية بفيتامين "د"، بالإضافة إلى مكملات الكالسيوم وفيتامين د الغذائية والتي من تعتبر أهمّ المكمّلات لتقليل خطر الإصابة بهشاشة العظام، والكسور، ويمكن الحصول على فيتامين "د "من مكمّلات متعدد الفيتامينات، ومن مزيجٍ من مكملات الكالسيوم وفيتامين "د" الغذائية، أو بمفرده، كما أنَّ العديد من المكملات الغذائية تحتوي على فيتامين د، لذلك يجب التحقق من الملصق الغذائي قبل تناول المكمّلات الغذائية، واستشاره الطبيب، ويمكن تناول مكملات فيتامين" د "مع الطعام أو تناوله وحده، ويمكن تناول الكمية كاملة في وقتٍ واحد، وعلى الرغم من حاجة الجسم إلى هذا الفيتامين لامتصاص الكالسيوم، إلّا أنَّه لا حاجة لتناولهما معاً في الوقت نفسه، إذ تحتوي العديد من مكملات الكالسيوم أيضاً على فيتامين "د".
ويمكن الحصول على فيتامين" د" بشكلٍ طبيعيّ من خلال الوقوف تحت أشعة الشمس لمدة 10-30 دقيقة فقط، على أن يتم تكرار ذلك 3 مرات أسبوعيًا، وعلى أصحاب البشرة الداكنة التعرض لفترة أطول.كما أنّه يفضل التعرض لأشعة الشمس خلال الفترة الزمنية التي تتراوح بين 11 صباحًا و3 مساءً، خاصةً في الفترة الممتدة من بداية فصل الربيع إلى نهاية فصل الصيف، ومن الجدير بالذكر أنّه لا يمكن تحديد المدة الزمنية اللازمة للتعرض لأشعة الشمس للحصول على حاجة الجسم من فيتامين د، إذ تختلف هذه المدة من شخصٍ لآخر وفقًا لعدة عوامل مثل لون البشرة، ومساحة الجلد المعرضة لأشعة الشمس، ويجدر التنويه إلى الحرص على عدم تعريض البشرة لحروق الشمس، لذلك يُنصح بتغطية البشرة أو حمايتها بواقي الشمس قبل أن تصبح البشرة حمراء اللون أو تتعرض للالتهاب أو غيرها من المشكلات.