انت الان في قسم علوم الفيزياء الطبية

الساعة البيولوجية وقدرتها على تأخير علامات الشيخوخة مقاله علميه للتدريسيه م.م الهام فيصل تاريخ الخبر: 06/04/2022 | المشاهدات: 373

مشاركة الخبر :

يتمتع بعض المسنين بصحة جيدة ومظهر شاب في حين يبدو بعض الشباب أكبر من عمرهم الحقيقي بعشرة أعوام، وهو أمر يحدده العمر البيولوجي للإنسان، فهل من طريقة للتأثير على هذا الأمر والحد من سرعة العجز؟
ظهور الشعر الأبيض والتجاعيد كلها من علامات التقدم في العمر الزمني، أما العمر البيولوجي للإنسان فيتأثر بعوامل أخرى ولا يرتبط بالضرورة بالعمر الزمني، وهو ما يظهر عند رؤية شخص في السبعينات من عمره يتمتع بصحة جيدة وقدرة على ممارسة الرياضة بشكل أكبر من شخص ثلاثيني أو أربعيني. ويرى العلماء أن هذا الاختلاف يتعلق بالساعة البيولوجية التي تتحكم بوظائف حيوية في أجسامنا.
الساعة البيولوجية ويسمونها ايضا الساعة الحيوية التي تتحكم بوظائف كثيرة في أجسامنا كالنوم واليقظة ودرجة الحرارة والشعور بالجوع وغيرها. وتختلف الساعة البيولوجية من شخص لآخر حسب نمط حياته. وينظم عملها هرمون الميلاتونين الذي يُعرف عموما بهرمون الظلام أو هرمون النوم، لأنه يلعب دورا محوريا في النوم. ففي الدماغ البشري، تفرز الغدة الصنوبرية مستويات أقل من الميلاتونين أثناء النهار مقارنة بالليل.
إذ تسيطر بعض الخلايا العصبية الموجودة في الدماغ والمتحكمة في الساعة البيولوجية للجسم على هذا الإفراز الإيقاعي -المتباين ليلا ونهارا- للميلاتونين، وبدوره ينظم هرمون الميلاتونين إيقاع الجسم الحيوي.

بالطبع هناك بعض الاختلافات الطبيعية في اليقظة اليومية أثناء النهار، فالقيلولة مثلًا ينام فيها الأشخاص خلال ساعات النهار بالتالي الساعة البيولوجية تختلف من شخص إلى آخر بحسب ممارساته ونمط حياته، ولكي تعمل الساعة البيولوجية بشكل صحيح يتطلب وجود ثلاث مدخلات، وهي:
1. الجينات: تساعد الجينات على التحكم في دورة 24 ساعة في الساعة البيولوجية، وعندما يفتقر الأشخاص أو الحيوانات إلى تلك الجينات فإن دورات النوم والاستيقاظ يمكن أن تختل.
2. الضوء: يحتاج الدماغ إلى إدخال ضوء الشمس من خلال العينين لإعادة ضبط ساعته البيولوجية يوميًا، وعندما يؤثر الإنسان على ساعته البيولوجية مثل أن يبقى في الظلمة بشكل مستمر فإنه يحدث خلل في دورة 24 ساعة.
3. درجات الحرارة: تؤثر درجة الحرارة على عمل هرمون الميلاتونين، ففي ساعات الليل تنخفض درجة حرارة الجسم مما يزيد من إفراز الهرمون.
كما ان هنالك عدة طرق لضبط الساعة البيولوجية تتمثل فيما يأتي:
الالتزام بروتين معيّن: فالالتزام بوقت واحد للنوم وإنهاء النشاطات اللازمة قبل الذهاب إلى النوم يهيّء جسد الشخص لتحديد وقت نوم معين يجهز فيه الجسم نفسه للنوم عبر التغيرات الفسيولوجية التي تحدث، كهبوط درجة الحرارة وقلة التوتر العضلي.
الإضاءة صباحًا: فالجسم يتعامل مع الضوء على أنه المنبه الأول للاستيقاظ، فوجود الضوء يحفز الاستيقاظ عبر تقليل تركيز الميلاتونين، فيمكن للشخص تعزيز هذه القدرة عبر إضاءة المصابيح صباحًا، وفتح الستائر، أو المشي متعرّضًا لأشعة الشمس.
العتمة ليلًا: من المهمّ النوم في الظلام والابتعاد عن الأضواء الصادرة من الأجهزة الذكية والحواسيب، والتي تعطي أشعة زرقاء التي تحفز الدماغ أن يبقى منتبهًا وفعالًا. وهناك ممارسات أخرى تستعمل لضبط الساعة البيولوجية مثل: ممارسة التمارين الرياضية وتقليل الوجبات عند النوم والحد من القيلولة الطويلة وتقليل الكافيين