انت الان في كلية القانون

دور الجامعات في تحقيق السلام والتنمية ... التحديات والمعوقات تاريخ الخبر: 17/11/2022 | المشاهدات: 265

مشاركة الخبر :

تعتبر فئة الشباب القوة الإيجابية التي تدفع عجلة التنمية في بلدانهم، ويتحقق ذلك عند تزويدهم بالمعرفة والفرص التي يحتاجون إليها وبالأخص عندما يكتسبون التعليم والمهارات اللازمة للمساهمة في تحقيق الطموحات المستقبلية، على إعتبارهم عجلة التطور للمجتمعات التي يعيشون فيها والمساهمة في إقتصاد منتج، لكنهم بالتأكيد بحاجة لصقل قدراتهم وطموحاتهم، وهو أمر يتولاه التعليم والذي له الدور البارز وبشكل مباشر في تنمية الموارد البشرية التي تُعنى بعمليات زيادة المعرفة وإكساب المهارات والقدرات البشرية وإستثمارها بشكل فعّال في تعزيز التنمية المستدامة بالإضافة إلى تحقيق الأمن الشامل وهو أمر يؤكده العديد من الباحثين.
وحتى تعمل الجامعات على تحقيق الطموحات فإنها تحتاج إلى المساندة من قبل جميع قطاعات الدولة في ظل جميع التحديات التي يواجهها المجتمع العراقي بشكل عام بسبب الأوضاع التي يمر بها البلد وعلى كافة الأصعدة ومنها الإقتصادي والأمني، فلهما دور بارز في تحريك عجلة البلد وجعله في مصاف الدول المتطورة، ولعل قول أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) خير دليل على ذلك، بقوله: (شر البلاد: بلدٌ لا أمن فيه، ولا خصب).
ولأن هذان الصعيدان يُعتبران من الأبعاد السلبية التي أثرت في مسالة تحقيق التنمية المستدامة وكذلك الأمن الشامل والسلام، حيث تسبب هذا الأمر بإضعاف تحقيق أهداف رسالة التعليم وقلل من قدرته على مواجهة التغيير بما يتوافق ومواكبة المجتمعات المتطورة خاصةً من جانب تطور التعليم، وهو أمر أصبح من التفسيرات المهمة للتحديات والمعوقات.
وعليه فإن الجامعات لها الدور الريادي في تحقيق التنمية المستدامة لأنها أصبحت مقياساً لتقدم أي مجتمع من المجتمعات وذلك بإعتبارها مراكزاً أكاديمية منتجة وناقلة للمعرفة ومجددة لها، بالإضافة إلى أنها حاضنة للتقنية عن طريق إستثمار إمكانياتها المتاحة في خدمة المجتمع وتلبية متطلباته، ولعل هذا الأمر يُعتبر من بين الأسباب التي خولت العديد من المجتمعات للمطالبة بضرورة تطوير الجامعات لوظائفها الأساسية والمتمثلة في التدريس والبحث العلمي وخدمة المجتمع المحلي على إعتبار هذا الأخير منظومة متكاملة ومتجددة بين البيئة التعليمية ونوعية مخرجات التعليم وإنعكاسها على التنمية المستدامة وتحقيقها للأمن الشامل والسلام وفقاً للتوجيهات والمتغيرات المعاصرة في ظل إنتشار العولمة والتطور، وذلك لأنّها تسهم في تكوين رأس المال المعرفي عن طريق تطوير الموارد البشرية ومواءمتها لمتطلبات التنمية، وبالنتيجة فإن هناك علاقة طردية ما بين التعليم والسلام، وعلاقة طردية بين السلام والشهادات الاكاديمية الممنوحة لفئة الشباب الطموحة لتحقيق مستويات التطور والنجاح للمجتمع.
م.م زينب ثامر شهيد
تدريسية في قسم القانون