مقال بعنوان " مدرسة أثينا: عبقرية رافائيل واستدامة الفكر الفني "بقلم: الأستاذ المساعد الدكتور علي عطية السعدي المعاون العلمي لكلية الفنون الجميلة تاريخ الخبر: 27/06/2025 | المشاهدات: 652

مشاركة الخبر :

لوحة مدرسة أثينا للفنان الإيطالي رافائيل سانزيو تُعدّ إحدى روائع النهضة الأوروبية، رسمها بين عامي 1509 و1510، وتزيّن جدار قصر أبيستوليك بالفاتيكان.
تُصوّر اللوحة اجتماع أعظم فلاسفة الرياضيات والعلم في اليونان القديمة: أفلاطون وأرسطو وسط الصورة، يُشير أفلاطون نحو السماء حاملاً "طيمايوس"، بينما أرسطو يشير إلى الأرض ممسكاً "الأخلاق النيقوماخية". سقراط يتميز بملامحه الفريدة محاطاً بتلاميذه وينسب إليه تأسيس الفلسفة الأخلاقية. فيثاغورس جالس يدرّس طلابه ويُحيط به كتاب ومحبرة، رمزاً لتأثيره البالغ على المنطق والرياضيات. إقليدس يُظهر طلابه كيفية استخدام البوصلة، مؤسس علم الهندسة. بطليموس يحمل كرة أرضية، علامة على علم الفلك والجغرافيا. ديوجين وهيراقليطس يمثلان التيارات الفكرية في السخرية والحكمة، ويُعتقد أنهما موجودان في اللوحة.
بالإضافة إلى ذلك، تضمّ اللوحة بعض الشخصيات مجهولة الهوية، لم يعرف العلماء هويتهم بدقة حتى الآن.
اختيار تلك المجموعة من الشخصيات يعبّر عن احترام رافائيل العميق للفكر اليوناني القديم، ويسلّط الضوء على دوره في نقل القيم الإنسانية والعلمية عبر الفن الكلاسيكي.
بإعادة تسليط الضوء على هذه الأعمال الفنية العريقة، يمكننا تعزيز مفهوم الاستدامة الثقافية: استدامة المعرفة من خلال نشر وتبادل تراث الفلسفة والعلوم بطريقة تستمرّ عبر الأجيال، والاستدامة البيئية عبر تشجيع الحفاظ على اللوحات الأصلية باستخدام تقنيات رقمية وتثقيفية تقلّل الاعتماد على الموارد الطبيعية.

جامعة المستقبل الجامعة الاولى في العراق.