بمناسبة قرب انطلاق مهرجان الاستدامة في جامعة المستقبل
مقالة علمية للتدريسي الدكتور زيد محيي الدين في كلية الصيدلة بعنوان
الاستدامة والعمل المناخي: الطريق نحو إنقاذ الكوكب
في زمنٍ يشهد تغيرات بيئية سريعة وآثارًا ملموسة لتغير المناخ، أصبح الحديث عن الاستدامة والعمل المناخي ضرورة قصوى لضمان مستقبل الأجيال القادمة. الاستدامة ليست مجرد كلمة، بل هي نهج شامل يهدف إلى تحسين الطريقة التي نتعامل بها مع الموارد الطبيعية والحياة الاجتماعية والاقتصادية.
ما هي الاستدامة؟
الاستدامة تتجاوز مجرد الحفاظ على الموارد البيئية، لتشمل ثلاث ركائز أساسية:
1. الركيزة البيئية: تقليل الضرر على البيئة عن طريق إدارة الموارد الطبيعية بطرق عقلانية. تشمل هذه الركيزة تحسين إدارة المياه، الحفاظ على التنوع البيولوجي، وتقليل استخدام المواد الضارة.
2. الركيزة الاقتصادية: تعزيز الابتكار في مجال التكنولوجيا المستدامة، ودعم الاقتصاد الأخضر الذي يقلل من التلوث ويزيد من فرص العمل.
3. الركيزة الاجتماعية: التركيز على تحقيق العدالة الاجتماعية، وتقليل الفجوة بين الفئات المختلفة، ودعم حقوق الإنسان في بيئة نظيفة وصحية.
تغير المناخ: المشكلة والتحديات
تغير المناخ يُعتبر أكبر تهديد للاستدامة اليوم. ارتفاع درجات الحرارة العالمية يؤدي إلى:
• ذوبان الجليد في القطبين: مما يسبب ارتفاع مستويات البحر ويهدد المدن الساحلية.
• الكوارث الطبيعية المتزايدة: مثل الأعاصير والفيضانات والجفاف، التي تؤثر على ملايين البشر.
• تراجع التنوع البيولوجي: بسبب التغيرات في موائل الحيوانات والنباتات.
كيف يمكننا مواجهة تغير المناخ؟
• التوجه نحو الطاقة المتجددة: مثل الشمسية والرياح والطاقة الحرارية الجوفية، التي تُعتبر بديلاً نظيفاً وفعالاً للطاقة التقليدية.
• تحسين كفاءة الطاقة: من خلال استخدام الأجهزة الموفّرة للطاقة وإعادة تصميم البنى التحتية.
• تقليل النفايات: بتعزيز ثقافة إعادة التدوير واستخدام الموارد بشكل فعال.
• زراعة الغابات: الغابات تُعد بمثابة "رئتين" للكوكب، حيث تُقلل من مستويات ثاني أكسيد الكربون وتوفر مأوىً للحيوانات.
دور الحكومات والمؤسسات
على الحكومات وضع سياسات واضحة تتضمن:
• تشجيع الابتكار في الصناعات النظيفة.
• فرض قوانين صارمة للحد من الانبعاثات الضارة.
• الاستثمار في البحث والتطوير للعثور على حلول جديدة لتحديات المناخ.
أما المؤسسات، فيمكنها لعب دور بارز من خلال:
• تبني ممارسات صديقة للبيئة في الإنتاج والتصنيع.
• دعم المجتمعات المحلية من خلال برامج التوعية والتعليم.
دور الأفراد: التغيير يبدأ من هنا
لا يمكن إغفال دور الأفراد، فكل خطوة صغيرة تحدث فرقًا كبيرًا:
• تقليل استخدام المواد البلاستيكية.
• دعم المنتجات المحلية والمستدامة.
• توفير استهلاك الماء والكهرباء.
• المشاركة في حملات توعية وتنظيف البيئة.
التعاون العالمي: مفتاح النجاح
التحديات البيئية لا تعرف الحدود، ولذلك يجب أن تتعاون الدول لتحقيق أهداف مشتركة. المبادرات العالمية مثل اتفاقية باريس للمناخ وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة تُعد أدوات فعالة لتنسيق الجهود وتحقيق تقدم ملموس.
الأمل في المستقبل
على الرغم من التحديات الكبيرة، إلا أن هناك أملًا حقيقيًا في تحقيق مستقبل مستدام. التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة تُظهر إمكانية تحقيق نقلة نوعية في التعامل مع المشكلات البيئية.
لنبدأ اليوم بتغيير عاداتنا، ونتذكر أن الأرض هي البيت الذي يجمعنا جميعًا، والحفاظ عليها واجب علينا جميعًا.
جامعة المستقبل الجامعة الأولى في العراق
كلية الصيدلة الأولى على الكليات الأهلية