مقالة للتدريسي م.م محمد علي واثق بعنوان التأثيرات البيولوجية والفيزيولوجية للملوثات على النباتات تاريخ الخبر: 08/04/2025 | المشاهدات: 148

مشاركة الخبر :

أولا: التأثيرات البيولوجية:
1. تغير الدورة الأيضية للنباتات:
تعرض النباتات للملوثات الصناعية مثل ثاني أكسيد الكبريت وأكاسيد النيتروجين يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات في الدورة الأيضية للنباتات. هذه التغيرات تشمل تقليل قدرة النباتات على إنتاج الطاقة ونقل المغذيات، مما يؤثر بشكل سلبي على النمو العام للنباتات وقدرتها على مقاومة الإجهاد البيئي. تتسبب هذه التأثيرات في تدهور صحة النباتات، مما يقلل من قدرتها على البقاء في بيئات ملوثة.
2. التأثير على التنفس الخلوي:
الملوثات مثل الأوزون تتداخل مع عملية التنفس الخلوي في النباتات. عندما تتأثر الخلايا النباتية بهذه الملوثات، ينخفض مستوى كفاءة نقل الطاقة الحيوية. تتأثر عمليات حيوية مهمة مثل انقسام الخلايا ونمو الجذور، مما يؤدي إلى انخفاض النمو الكلي للنباتات.
3. التغيرات الجينية والاستجابة الهرمونية:
التعرض المستمر للملوثات يمكن أن يؤدي إلى تغيرات جينية في النباتات. أظهرت الدراسات أن الملوثات مثل الرصاص والكادميوم قد تؤدي إلى تغيرات في التعبير الجيني واستجابة النباتات للهرمونات. هذه التغيرات تؤثر على تطور النباتات وتزيد من صعوبة قدرتها على التكيف مع بيئات ملوثة.
ثانيا: التأثيرات الفيزيولوجية:
1. الضرر الميكانيكي للأوراق
تتسبب الجسيمات الدقيقة الناتجة عن الاحتراق الصناعي في ترسبات على سطح الأوراق، مما يؤدي إلى انسداد الثغور. هذه العملية تعيق التبادل الغازي الذي يعد ضروريًا للتمثيل الضوئي والتنفس. نتيجة لذلك، تُحرم النباتات من القدرة على إجراء العمليات الحيوية الأساسية بكفاءة، مما يؤثر سلبًا على صحتها ونموها.
2. الإجهاد المائي
تؤثر الملوثات مثل الأوزون والمواد السامة على قدرة النباتات في تنظيم فقدان الماء. هذا يؤدي إلى تعرض النباتات للجفاف بشكل أكبر، ويحد من عملية البخر، مما يؤدي إلى انخفاض كفاءة امتصاص المغذيات والتقليل من فعاليتها في التفاعل مع بيئتها.
3. زيادة الأيض الثانوي
كنتيجة للإجهاد الناجم عن الملوثات، قد تزيد النباتات من إنتاج المركبات الكيميائية الثانوية مثل الفينولات والفلافونويدات. هذه المركبات تعمل على الدفاع عن النباتات ضد الأضرار البيئية ولكنها تستنزف الموارد التي يمكن استخدامها في النمو، مما يؤدي إلى انخفاض في الزيادة الكلية للنباتات.
4. الآثار طويلة الأمد
• تدهور التربة
ترسب الملوثات الثقيلة مثل المعادن الثقيلة في التربة يمكن أن يؤدي إلى انخفاض خصوبتها، مما يعيق قدرة التربة على دعم نمو النباتات بشكل طبيعي. بالإضافة إلى ذلك، فإن قدرة النباتات على امتصاص العناصر الغذائية الأساسية من التربة تتأثر بشكل كبير، مما يؤدي إلى انخفاض إنتاجية المحاصيل.
• تغير التنوع النباتي
يؤدي التلوث المستمر إلى تغيرات في التنوع النباتي. بعض الأنواع تصبح أكثر قدرة على تحمل الظروف القاسية الناجمة عن التلوث، بينما تتعرض أنواع أخرى للخطر. هذه التغيرات تؤثر بشكل كبير على التوازن البيئي وتؤدي إلى اختلالات في النظم البيئية.
• السلامة الغذائية
تؤثر الملوثات بشكل كبير على الإنتاجية الزراعية وجودة المحاصيل الغذائية. تراكم الملوثات في النباتات يمكن أن يؤدي إلى مستويات غير آمنة من المعادن الثقيلة في المحاصيل، مما يشكل خطرًا على صحة الإنسان والحيوان. هذه الملوثات يمكن أن تنتقل عبر السلسلة الغذائية، مما يسبب مشاكل صحية واسعة النطاق.
طرق التخفيف من تأثير الملوثات:
1. المراقبة والتحكم في الانبعاثات
يجب أن تُطبق الدول سياسات صارمة للتحكم في الانبعاثات الصناعية والانبعاثات الناتجة عن وسائل النقل. من خلال تقليل هذه الانبعاثات، يمكن الحد من تلوث الهواء والتربة، مما يعزز صحة النباتات وجودتها.
2. تحسين الأنظمة الزراعية
ينبغي استخدام أنظمة زراعية صديقة للبيئة مثل الزراعة العضوية والتقنيات المستدامة لتقليل تعرض النباتات للملوثات. من خلال تحسين الممارسات الزراعية، يمكن تحسين بيئة النمو للنباتات وتقليل تأثيرات التلوث.

3. تطوير أصناف نباتية مقاومة
يساعد البحث الزراعي في استنباط أصناف نباتية مقاومة للملوثات البيئية. من خلال التهجين الوراثي أو التعديل الجيني، يمكن تطوير نباتات أكثر قدرة على التكيف مع بيئات ملوثة. هذه الأنواع يمكن أن تعزز الاستدامة في الزراعة وتساعد في الحد من الآثار السلبية للتلوث.
4. استخدام التكنولوجيا والابتكار
تساعد التكنولوجيا في تحسين جودة البيئة الزراعية من خلال تقنيات مثل مرشحات الهواء في البيوت الزجاجية أو معالجة التربة الملوثة. يمكن لتقنيات جديدة مثل الزراعة الدقيقة والري الذكي أن تعزز من فعالية استخدام الموارد وتقليل تأثير الملوثات.

جامعة المستقبل الجامعة الأولى في العراق