ضمن أهداف التنمية المستدامة مقالة علمية للدكتور علاء حمزة عباس تدريسي في كلية الصيدلة تاريخ الخبر: 05/03/2025 | المشاهدات: 297

مشاركة الخبر :

المقدمة

الحمى القلاعية والمعروفة أيضا باسم (Foot-and-Mouth Disease) هي مرض فيروسي يُعتبر واحدا من الأمراض الأكثر عدوى التي تصيب الحيوانات ذوات الحافر، مثل الأبقار، والخراف، والماعز، بالإضافة إلى الخنازير. هذا المرض لا يقتصر تأثيره على صحة الحيوانات فحسب، بل يمتد ليؤثر بشكل كبير على الاقتصاد، حيث يؤدي إلى خسائر مالية كبيرة في قطاع الثروة الحيوانية. السبب في ذلك يعود إلى تراجع الإنتاجية للماشية المصابة، بالإضافة إلى التكاليف المرتبطة بعلاجها وفقدانها. لذا فإن البحث عن المعلومات حول هذا المرض وطرق الوقاية منه يعد أمرا هاما.
الأسباب
تعود أسباب الحمى القلاعية إلى فيروس يُصنَّف ضمن عائلة الفيروسات المعوية. ينتقل هذا الفيروس بشكل رئيسي من خلال الاتصال المباشر بين الحيوانات المصابة وتلك السليمة. يمكن أن تنتشر العدوى أيضا عبر أدوات الرعاية البيطرية، أو الملابس الملوثة، أو حتى عبر الأطعمة التي تحتوي على الفيروس. من الجدير بالذكر أن الفيروس يمكن أن يبقى حيا لفترات طويلة في البيئة، مما يزيد من خطورة انتشاره، ولذلك يعتبر السيطرة على هذا المرض أمرا محوريًا في أي استراتيجية للرعاية الحيوانية.
مرض الحمى القلاعية هو مرض متوطن في العراق وينشط مرة كل أربع الى خمس سنوات في حالات تحقق أحد الشروط لإعادة نشاطه ومنها انخفاض درجات الحرارة.. فيروس الحمى القلاعية (FMDV) يتميز بحساسيته للحرارة المرتفعة، حيث لا يحتمل درجات حرارة أعلى من 50 درجة مئوية، بينما يظل نشطًا في درجات الحرارة المنخفضة. لذا، فإن برودة الجو وانخفاض درجات الحرارة لا يسببان الإصابة بالمرض، بل يسهمان في بقاء الفيروس نشطًا لفترات أطول في البيئة، مما يزيد من احتمالية انتقاله وانتشاره بين الحيوانات.

اعراض مرض الحمى القلاعية
عند دخول الفيروس إلى قطيع من الماشية، يمكن أن ينتشر بسرعة كبيرة عن طريق الانتقال المباشر وغير المباشر. وتعاني الحيوانات المصابة من ارتفاع في درجة الحرارة، يتبعه ظهور بثور في الفم والقدمين بشكل رئيسي.
ومع ذلك، في بعض الأنواع (خاصة الأغنام والماعز)، يكون المرض أقل حدة أو يحدث كعدوى دون السريرية. ولا يكون المرض مميتًا عادةً للحيوانات البالغة، على الرغم من أن العديد من الحيوانات الصغيرة قد تموت. ومع ذلك، فإنه يسبب ألمًا شديدًا، وخاصة في الماشية؛ وقد تُترك الحيوانات عرجاء بشكل دائم وقد تنخفض إنتاجية الحيوانات التي تعافت.
عادة ما تظهر أعراض الحمى القلاعية بشكل مفاجئ وسريع. من بين الأعراض الأكثر شيوعًا:
حمى عالية: ترتفع درجة حرارة الجسم بشكل ملحوظ، مما يجعل الحيوانات تبدو ضعيفة وغير نشطة.
تقرحات في الفم وحول الأنف: يُلاحظ وجود تقرحات في الفم مما يسبب الألم للحيوانات، وقد يؤدي إلى صعوبة في تناول الطعام أو الماء.
بثور مؤلمة: تتشكل بثور مؤلمة على الأقدام وكذلك على الضرع، مما يؤثر على قدرتها على الحركة والتغذية.
انخفاض في إنتاج الحليب: يُعاني المزارعون من انخفاض حاد في إنتاج الحليب من الأبقار المصابة، مما يؤثر على دخلهم.
سلوك غير طبيعي: تميل الحيوانات إلى إظهار سلوكيات غير طبيعية مثل الخمول وفقدان الشهية، حيث يرفض الكثير منها الطعام.
التشخيص
يمكن تشخيص الحمى القلاعية من خلال مجموعة من الفحوصات المخبرية التي تشمل تحليل عيّنات من الدم أو السائل الموجود في البثور. تُعتبر هذه الفحوصات ضرورية، خاصة في حالات الطوارئ، حيث يساعد التشخيص المبكر في الحد من انتشار العدوى والسيطرة على تفشي المرض بشكل أسرع وفعال
هل ينتقل للبشر؟
الحمى القلاعية نادرًا ما تصيب الإنسان، حيث تعتبر حالة حيوانية المنشأ (Zoonosis) نادرة جدًا.
هل استهلاك اللحوم المصابة خطير؟
لا يشكل استهلاك اللحوم أو الحليب من الحيوانات المصابة خطرًا على الإنسان عند الطهي الجيد أو البسترة، حيث أن الفيروس لا يبقى نشطًا اذا كانت درجات الحرارة العالية. ومع ذلك، يمنع استهلاك المنتجات غير المطهية لمنع الانتشار.
التدابير الوقائية
هناك عدة تدابير وقائية يمكن اتخاذها للتقليل من انتشار الحمى القلاعية، ومنها:
1. التلقيح المنتظم (Vaccination Programs): أهم وسيلة للوقاية، ويتم إعطاء لقاح (FMD Vaccine) للحيوانات بجرعات دورية.
2. العزل الصحي (Quarantine): عزل الحيوانات المصابة فور اكتشافها لمنع الانتشار.
3. التطهير (Disinfection): باستخدام مواد مثل الفورمالديهايد (Formaldehyde) وهيبوكلوريت الصوديوم (Sodium Hypochlorite) لتطهير المزارع والمعدات.
4. حظر نقل الحيوانات (Movement Restriction): الحد من انتقال الحيوانات بين المناطق الموبوءة والسليمة.
5. الإعدام الصحي (Culling): في بعض الحالات الشديدة، يتم إعدام الحيوانات المصابة لمنع تفشي المرض على نطاق واسع.
الخاتمة
تعتبر الحمى القلاعية مرضًا خطيرًا يُلزم اتخاذ إجراءات سريعة وعاجلة للحد من تأثيره على الصناعة الزراعية. من خلال زيادة الوعي وتقديم التثقيف المناسب للمزارعين والعاملين في هذا المجال. إن التدابير الوقائية والإجراءات المناسبة هي السبيل للحفاظ على صحة الماشية وضمان استمرار الإنتاج الزراعي.
مراجع
تقارير ودراسات من منظمة الصحة الحيوانية (OIE) ومنظمة الأغذية والزراعة (FAO).



جامعة المستقبل الجامعة الأولى في العراق
كلية الصيدلة الأولى على الكليات الأهلية