مقالة علمية للتدريسي م.م احمد جميل عبد بعنوان مرض الحمى القلاعية Foot and mouth disease تاريخ الخبر: 04/03/2025 | المشاهدات: 197

مشاركة الخبر :

المقدمة:
كشف الاندلاع الواسع لوباء الحمى القلاعية في شتى أنحاء العالم النقاب عن مشكلة تهدد الثروة الحيوانية في العالم وتهدد الأمن الغذائي العالمي. ولذلك، كان لا بد لنا من وقفة للحديث عن هذا المرض الخطير. يُعرف المرض بداء الحافر والفم (Foot-and-Mouth Disease)، وهو مرض فيروسي معدٍ وقد يكون مميتًا في بعض الأحيان. يصيب المرض الحيوانات ذات الظلف المشقوق مثل الأبقار والأغنام والماعز والخنازير، كما أنه يصيب الحيوانات البرية كالغزلان، ويمكنه إصابة الحيوانات ذات الخف كالجمال والإبل. أما الخيول فلديها مناعة ضد هذا المرض. يعد المرض من الأمراض الحيوانية العابرة للحدود، ويؤثر بشدة على إنتاج الثروة الحيوانية، كما يؤثر على التجارة الإقليمية والدولية في الحيوانات والمنتجات الحيوانية. يتسبب الفيروس في حدوث حمى شديدة تستمر من يومين إلى ستة أيام، تليها ظهور حويصلات داخل الفم وعلى الحوافر، والتي قد تنفجر مسببة العرج.
المسبب المرضي:
المسبب المرضي هو فيروس تم عزله لأول مرة في عام 1897، ينتمي لعائلة الفيروسات البيكورناوية (Picornaviridae) وجنس أفثوفيروس (Aphthovirus). وهو فيروس إيجابي الحمض النووي الريبوزي، طوله حوالي 8400 نيوكليوتيد، كروي الشكل بحجم حوالي 25-30 نانومتر. يتكون من حمض نووي ريبوزي محاط بقشرة بروتينية. يوجد سبعة عترات للفيروس تختلف عن بعضها من الناحية المصلية والمناعية وهي: O، A، C، SAT-1، SAT-2، SAT-3، وAsia-1. تختلف شدة أعراض المرض تبعًا لنوع السلالة الفيروسية المسببة له.
فترة حضانة المرض:
تتراوح فترة حضانة المرض بين 2-7 أيام، ويتكاثر الفيروس بسرعة كبيرة في الدم. يكون الفيروس معديًا بدرجة كبيرة خلال هذه الفترة (Viraemia). بعد ذلك، تظهر حويصلات مملوءة بسائل شفاف داخل الفم، خاصة على الغشاء الطلائي للسان، وفي شق الأظلاف، وعلى حلمات الضرع. يزداد إفراز اللعاب بشكل ملحوظ، حيث يصبح سائلًا ويسيل بغزارة من فم الحيوانات المصابة ليصل إلى الأرض على هيئة خطوط فضية طويلة. عندما تنفجر الحويصلات، تترك مناطق قابلة للعدوى بالبكتيريا مما يؤدي إلى التهاب وتعفن الأنسجة، مما يمنع الحيوان من الأكل أو المشي. في العجول الصغيرة، قد يؤدي المرض إلى ظاهرة "القلب النمري" (Tiger Heart). تكون نسبة الوفيات في الحيوانات الصغيرة مرتفعة، حيث قد تتجاوز 50%، بينما في الحيوانات البالغة يكون المرض غير قاتل، وتصل نسبة الوفاة إلى 5% فقط. من الآثار السلبية للمرض الإجهاض، ضعف في المواليد، ونقص في الإنتاج لفترة قد تمتد إلى ستة أشهر أو أكثر.
طرق انتقال العدوى بين الحيوانات:
يُعد هذا المرض من أكثر الأمراض انتشارًا، حيث ينتقل من الحيوان المصاب إلى السليم عن طريق الملامسة المباشرة أو غير المباشرة بالمواد الملوثة بالفيروس مثل اللعاب، اللبن، البراز، والبول. كما يمكن أن ينتقل عن طريق الطيور، السيارات، أقدام الحيوانات الملوثة، والسائل المنوي خاصة في الأبقار. تساعد بعض العوامل البيئية والاجتماعية والاقتصادية على سرعة انتقال العدوى، بالإضافة إلى انتقاله بواسطة الحيوانات الأليفة والبرية التي قد تحمل الفيروس لفترات طويلة بعد شفائها. يمكن للفيروس الانتقال عبر الرياح تحت ظروف جوية ملائمة.
العدوى في الإنسان:
لا ينتقل المرض غالبًا إلى الإنسان، لأن الفيروس يتأثر بالأحماض المعدية. كما أن طهي اللحوم جيدًا ومعالجة الحليب بالحرارة قبل استخدامه كفيل بقتل الفيروس. يقضي الطهي عند درجة حرارة 65 مئوية لمدة 3 دقائق، أو 72 مئوية لمدة 15 ثانية، أو 100 مئوية لمدة ثانية واحدة على الفيروس تمامًا. كما أن ضوء الشمس يساهم في تدميره بسرعة.
شكل اللحم المصاب بالحمى القلاعية:
يظهر اللحم المصاب بتغيرات مثل وجود تورمات، تغير في اللون، حيث يصبح أكثر شحوبًا أو يحتوي على بقع داكنة. في بعض الحالات، قد تظهر سوائل غير طبيعية أو تغيرات في قوام اللحم مما يشير إلى موت الأنسجة بسبب العدوى.
هل تنتقل الحمى القلاعية عبر تناول اللحوم والحليب؟ إصابة البشر بالحمى القلاعية نادرة للغاية، ولم تُسجل أي حالات انتقال للعدوى من إنسان إلى آخر. في حالات نادرة جدًا، قد تحدث العدوى للبشر عند التعامل المباشر مع الحيوانات المصابة، خاصة في حال وجود جروح مفتوحة. كما أن تناول لحوم الحيوانات المصابة لا يؤدي إلى انتقال العدوى للبشر، ومع ذلك يُنصح دائمًا بطهي المنتجات الحيوانية المصابة عند درجة حرارة 70 مئوية لمدة لا تقل عن 30 دقيقة لضمان السلامة.
الوقاية من الحمى القلاعية: تتطلب الوقاية من المرض اتخاذ إجراءات صارمة، تشمل:
• التحصين المنتظم ضد المرض.
• فرض قيود على التجارة واستيراد الحيوانات.
• تطبيق الحجر الصحي على الحيوانات المصابة.
• رفع درجات الحرارة عند طهي اللحوم ومنتجات الألبان لقتل الفيروس.
• التخلص من الحيوانات المصابة وما يختلط بها من حيوانات قابلة للعدوى.
• اتباع إجراءات صحية صارمة لمنع انتشار المرض.
• منع استيراد الحيوانات أو منتجاتها إلا من مناطق خالية من الحمى القلاعية لمدة ستة أشهر على الأقل.
• عزل الحالات المصابة ومنع اختلاطها بالحيوانات السليمة.
العلاج:
1- التحصين هو الطريق الوقائي الأهم لمنع ظهور المرض. 2-
2- استخدام خافضات الحرارة، مضادات الالتهاب، ورافعات المناعة.
3- غسل الفم بمحلول الشبة 1% أو حمض اليوريك، ودهنه بمرهم البوريك مع كلورات البوتاسيوم بنسبة 10:1.
4- غسل الضرع بالماء الفاتر والصابون، ثم بحمض البوريك، ودهنه بمرهم الزنك
5- تنظيف وتطهير قروح القدم بمحلول كبريتات النحاس 10%، ثم دهنها بالقطران
6- إعطاء علائق طرية سهلة الهضم.
7- عزل الحالات المصابة لمنع انتشار العدوى
8- التخلص الصحي من مخلفات الحيوانات المصابة بالتطهير، الحرق، والدفن.
لماذا يظهر المرض من حين لآخر رغم المكافحة؟
• تنوع العترات الفيروسية واختلافها عن اللقاحات المستخدمة.
• الطفرات التي تحدث للفيروس مما يسبب موجات جديدة من المرض.
• مقاومة الفيروس للظروف البيئية.
• حركة الحيوانات المستمرة وانتقالها بين المناطق.
• حمل بعض الحيوانات للفيروس لفترات طويلة بعد شفائها.
• ضعف إجراءات الحجر الصحي ونقص التعاون بين الدول في مكافحة المرض.
• قلة المختبرات المؤهلة للتشخيص المبكر مما يساهم في توطن وانتشار المرض.

جامعة المستقبل الجامعة الأولى في العراق