جراحة الكوبليشن (Coblation) هي تقنية طبية حديثة تُستخدم في علاج العديد من الحالات الطبية، بما في ذلك التهاب الأنف التحسسي. تعتمد هذه التقنية على استخدام طاقة الترددات الراديوية منخفضة الحرارة لتقليل الأنسجة المصابة أو التالفة دون إلحاق ضرر كبير بالأنسجة المحيطة السليمة. على الرغم من فعاليتها في تخفيف الأعراض، إلا أن جراحة الكوبليشن ليست حلاً دائمًا لالتهاب الأنف التحسسي، بل تُعتبر إجراءً مؤقتًا لتخفيف الأعراض المزعجة.
كيف تعمل جراحة الكوبليشن؟
تعمل جراحة الكوبليشن على إزالة أو تقليل الأنسجة الحساسة في الأنف التي تتفاعل مع مسببات الحساسية مثل حبوب اللقاح أو الغبار أو العفن. عند تعرض هذه الأنسجة لمسببات الحساسية، تتهيج وتتورم، مما يؤدي إلى أعراض مثل العطس، واحتقان الأنف، والحكة. تقوم الكوبليشن بتدمير هذه الأنسجة الحساسة جزئيًا، مما يجعلها أقل تفاعلًا مع المهيجات، وبالتالي تقليل الأعراض.
لماذا ليست حلاً دائمًا؟
التهاب الأنف التحسسي هو استجابة مناعية غير طبيعية لمسببات الحساسية في البيئة. جراحة الكوبليشن لا تعالج السبب الجذري للحساسية، بل تعالج الأعراض عن طريق إزالة الأنسجة التي تتفاعل مع المهيجات. ومع ذلك، فإن الجسم يظل حساسًا لمسببات الحساسية، وقد تظهر الأعراض مرة أخرى مع مرور الوقت. بالإضافة إلى ذلك، قد تؤدي إزالة الأنسجة الحساسة في الأنف إلى انتقال المواد المسببة للحساسية إلى الممرات الهوائية السفلية، مما قد يزيد من خطر الإصابة بحساسية الشعب الهوائية أو الربو.
الفوائد والمخاطر
من فوائد جراحة الكوبليشن أنها توفر راحة سريعة من أعراض التهاب الأنف التحسسي، خاصة في الحالات الشديدة التي لا تستجيب للأدوية التقليدية. كما أنها أقل توغلاً مقارنة بالجراحات التقليدية، وتتطلب وقتًا أقل للتعافي. ومع ذلك، يجب أن يكون المرضى على دراية بالمخاطر المحتملة، مثل زيادة احتمالية الإصابة بمشاكل في الجهاز التنفسي السفلي مثل السعال المزمن أو الربو.
البدائل الدائمة
بالنسبة للأشخاص الذين يبحثون عن حل دائم لالتهاب الأنف التحسسي، يُعتبر برنامج إزالة التحسس (Immunotherapy) خيارًا أفضل. يعتمد هذا العلاج على تعريض الجسم تدريجيًا لكميات صغيرة من مسببات الحساسية لتعويد الجهاز المناعي على عدم التفاعل معها. هذا يشبه إلى حد كبير فكرة التطعيم ضد الأمراض. على الرغم من أن العلاج قد يستغرق عدة أشهر أو سنوات، إلا أنه يمكن أن يوفر راحة طويلة الأمد ويقلل من الاعتماد على الأدوية أو الجراحات.
الخلاصة
جراحة الكوبليشن هي أداة مفيدة في إدارة أعراض التهاب الأنف التحسسي، خاصة في الحالات المستعصية. ومع ذلك، يجب أن يُنظر إليها كحل مؤقت وليس كعلاج دائم. من المهم أن يناقش المرضى مع أطبائهم جميع الخيارات المتاحة، بما في ذلك برامج إزالة التحسس، لضمان الحصول على أفضل النتائج على المدى الطويل. كما يجب اتخاذ الاحتياطات اللازمة لمنع تطور مشاكل الجهاز التنفسي السفلي بعد الجراحة.
بقلم الدكتور علي حسين النصراوي
جامعة المستقبل الجامعة الاولى في العراق