النانو هي عبارة عن وحدة قياس صغيرة جداً؛ حيث يساوي النانو واحد من مليون من الميليميتر أي إنّه تستحيل رؤيته بالعين المجردة أو بعض المكبّرات البسيطة، ويستخدم النانو في القياسات الذرية من أجل تحديد أحجام جزيئات المادّة فيها، بناءً على ذلك يمكن تعريف تقنية النانو على أنّها العلم الذي يدرس إمكانية تغيير المادّة على مستوى النانو، وذلك لإنتاج موادّ جديدة أو أجهزة متطوّرة لخدمة مصالح الإنسان في مجالات مختلفة، ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ مصطلح النانو من المصطلحات العلمية القديمة التي تطرّق لها العالم ريتشير فينمان في عام 1959م خلال محاضرة ألقاها في الجمعية الفيزيائية الأمريكية؛ حيث إنّه قال يوجد حيز كبير داخل الذرة، إلا أنّ الأمر لم يؤخذ على محمل الجد في ذلك الوقت.
تقنية النانو هي واحدة من المجالات العلمية الواعدة التي تركز على تصميم وإنتاج واستخدام الهياكل والأجهزة على مستوى النانومتر (جزء من المليار من المتر) تتيح إمكانيات لا حدود لها وتُعد محورًا رئيسيًا للابتكار والتقدم في العديد من المجالات العلمية والصناعية هذه التقنية تفتح آفاقًا واسعة ومذهلة بفضل تغيير الخصائص التقليدية للمادة عندما تكون في هذا الحجم الدقيق. على سبيل المثال:
• زيادة القوة الميكانيكية: النانوفيبرات الكربونية مثلاً يمكن أن تكون أقوى بكثير من الفولاذ.
• زيادة التفاعل الكيميائي: النقاط النانوية الكربونية يمكن أن تغير خصائص المواد، مما يجعلها مهمة في التطبيقات الكيميائية.
• تغيير الخصائص البصرية: الجسيمات النانوية يمكن أن تُظهر ألوانًا مختلفة بناءً على حجمها وشكلها.
تستخدم في مجالات الحياة بعدة تطبيقات منها التطبيقات الطبية حيث تسهم بطرق كبيرة في توصيل الادوية بشكل مباشر الي الخلايا المصابة مما يحسن من أداء العلاجات ويستهدف مباشرة الخلايا المصابة أيضا يستخدم في تشخيص الامراض حيث دخلت في السياق الطبي لتشخيص بعض أنواع السرطانات
اما على الصعيد الصناعي فتستخدم المواد النانوية في تطوير أجهزة إلكترونية أصغر حجمًا وأكثر قوة، مثل:
1. الدوائر الإلكترونية: النانو تكنولوجيا تُسهم في إنشاء دوائر إلكترونية أصغر وأسرع وأقل استهلاكًا للطاقة.
2. الشاشات والتخزين: تطوير شاشات أكثر وضوحًا وتخزين أكبر للبيانات باستخدام الهياكل النانوية.
الطاقة والبيئة
النانو تكنولوجيا تسهم في تطوير حلول مبتكرة لمشاكل الطاقة والبيئة، مثل:
1. بطاريات عالية السعة: تطوير بطاريات ذات طاقة أعلى وأطول عمرًا باستخدام المواد النانوية.
2. الخلايا الشمسية: تحسين كفاءة الخلايا الشمسية من خلال استخدام المواد النانوية لجعلها أكثر فعالية واقتصادية.
3. تنقية المياه ومعالجة التلوث: استخدام تكنولوجيا النانو في تنقية المياه ومعالجة التلوث البيئي بطرق أكثر فعالية.
ومن أنواع تكنولوجيا النانو يوجد عدة أنواع من تقنية النانو وفقًا لكيفية تقدمها والوسيط الذي تعمل فيه، وذلك كما يأتي النانو التنازلي: تتقدم من أعلى إلى أسفل، حيث يصغر حجم الآليات والهياكل بمقياس نانومتر، بما يتراوح بين 1 - 100 نانومتر، كما يشيع استخدام هذا النوع تحديدًا في الإلكترونيات. النانو التصاعدي: تتقدم من أسفل إلى أعلى، حيث تبدأ ببنية نانومترية (جزيء)، ومثال على ذلك: عملية التركيب أو التجميع الذاتي. تقنية النانو الجافة: تستخدم في صنع الهياكل المكونة من الفحم، والسيليكون، والمواد غير العضوية، والمعادن، وأشباه الموصلات، والتي لا تؤدي عملها جيدًا مع الرطوبة. تقنية النانو الرطبة: ترتكز على الأنظمة البيولوجية المتوفرة في البيئة المائية؛ مثل المواد الوراثية والأغشية والإنزيمات والمكونات الخلوية.
اما عن مخاطر تقنية النانو يوجد عدة مخاطر قد تترتب على استخدام تقنية النانو، وهي إمكانية حدوث إرهاب بيولوجي، حيث أصبحت منتشرة، ورخيصة الثمن، وسهلة الاستخدام. إمكانية تطوير أسلحة متطورة، حيث يسهل إخفاؤها ونقلها، كما أن تكلفة إنتاجها رخيصة، ويُشار إلى أن القوانين الوطنية والدولية التي تمنع انتشار المواد الكيميائية الخطرة غير قادرة على مواكبة التطورات السريعة التي تحدث بفعل تقنية النانو. تسهم في تسريع سباق التسلح وتقويض الاستقرار بين الدول. أيضا هنالك اضرار الصحية لتقنية النانو حيث تتسبب في ظهور أورام خبيثة عند الذين يتعاملون معها بشكل مباشر. ومما يجدر الإشارة لخطورة الموادّ المصنّعة باستعمال الأنابيب النانوية على صحّة الإنسان، وسهولة دخولها عبر مسام الجلد أو عن طريق الاستنشاق بسبب طابعها المجهري، وفي حال دخلت إلى الجسم فإنّه من الصعب التخلّص منها؛ بحيث لا يوجد علاج طبيّ لها.
جامعة المستقبل الجامعه الاولى في العراق