مقالة علمية بعنوان "مشروع الجينوم البشرى والأداء الرياضى"للتدريسي في كلية التربية الرياضية (أ.د سعد فتح الله العالم) تاريخ الخبر: 27/10/2024 | المشاهدات: 460

مشاركة الخبر :


الجينوم البشري هو كامل المادة الوراثية المكونة من الحمض النووى DNA ويحتوي على ما يقرب من 30 ألف جين، ومشروع الجينوم البشرى (HGP) The Human Genome Project هو مشروع بحثي بدأ العمل به رسمياً في عام 1990م وقد كان من المخطط له أن يستغرق 15 عاماً لكن التطورات التكنولوجية أدت إلى تسريع العمل به حتى أنتهى عام 2003م وقد بدأ المشروع في الولايات المتحدة كجهد مشترك بين وزارة الطاقة DOE والمعاهد الوطنية للصحة NIH وتمثلت الأهداف المعلنة للمشروع فى التعرف على الجينات التي يحتوي عليها DNA وتحديد متوالية القواعد الكيميائية التي تكون DNA وعـددها 3 بلايين وتخزين هذه المعلومات على قواعد للبيانات وتطوير الأدوات اللازمة لتحليل البيانات ، وذلك لتحقيق فوائد للبشرية من خلال العلاج الجينى وتطوير أدوية ومعالجات جديدة .
حيث أصبحت عملية فك رموز الشفرة الوراثية اليوم في حيز الممكن اعتماداً على الانجازات الباهرة التي تم تحقيقها في العقد الماضي في مجال البيولوجيا الجزئية من خلال مشروع الجينوم البشري وهو البرنامج البحثي الدولي الذى يهدف بشكل أساسي الى رسم خارطة لجميع جينات الإنسان ومعرفة وظيفتها بصورة كاملة في أكبر مشاريع علم البيولوجيا، وذلك لمعرفة أسباب الأمراض الوراثية والعلاج الجيني للأمراض الوراثية وإنتاج ما يحتاجه جسم الإنسان للعلاج.
وقد توالت العديد من الانجازات في هذا المجال التي نتج عنها الوصول إلى خريطة للجينات البشرية للأداء واللياقة المرتبطة بالصحة والتي أعدت من قبل خمس هيئات كبرى بالولايات المتحدة الأمريكية المتخصصة فى تحاليل الجينوم البشري والطب الرياضي والتغذية وعلوم الحركة والتي بدأ رصدها عام 2000 م على أساس الأبحاث العلمية التي أجريت على الجينات المختلفة وثبت علاقتها بالأداء واللياقة المرتبطة بالصحة سواء عن الأصحاء أو المرضى تم تحديد 29 موقع جيني ، وفي نهاية 2005 م تم تحديد 165 موقع جيني آخر بالإضافة إلى 5 أخرين على كروموسوم X وكذلك 17 جين بالميتوكوندريا، وبمرور الوقت تزداد الخريطة تعقيداً.
ودراسة الجينات والأداء الرياضي تعد من الاتجاهات الحديثة في مجال البيولوجيا الجزيئية والتي تسعى إلى تحديد الجينات المرتبطة بالقدرات الوظيفية والبدنية للرياضيين والتي يمكن الاسترشاد بها كمعايير موضوعية في انتقاء وإعداد المواهب الرياضية.
العوامل الوراثية والجينات تعتبر هى العنصر الحاسم فى تكوين الجسم والأجهزة الحيوية وظهور الإختلافات بين الأفراد فى القدرات البدنية والوظيفية، ومن أهم المجالات الحديثة التي تتناولها الأبحاث العلمية في مجال الجينات فى المجال الرياضى:-
• العلاج الجينى Genetic Therapy
العلاج الجينى عبارة عن ادخال جينات مصنعة إلى الجسم لتقوم بإنتاج بروتين علاجى يقوم بالحد من انتشار المرض ويخفف الشعور بالألم ، ويمكن أن تقوم بعلاج العديد من الاصابات التى تصيب الرياضيين والتى تسببت فى اعتزال الكثير منهم وهم فى قمة المستوى ومن خلال النقل الجينى يمكن علاج إصابات الأربطة والعظام والغضاريف والأنسجة والتى تشكل حوالى نسبة 15% من اصابات متسابقى الجرى.
• الانتقاء الجينى Genetic Selection
الانتقاء الجينى يمثل إختيار الصفوة من الناشئين ممن لديهم قدرات واستعدادات خاصة تنبئ بالوصول الى أعلى المستويات فى النشاط الرياضى ومن ذوى القدرات عالية التميز والمطلوبة لنوع النشاط الرياضى المحدد ويمكن من خلالها التنبؤ بالأمراض الوراثية التى يمكن أن تصيب الانسان فى مستقبل حياته ، ويمكن التعرف على الخصائص المميزة للرياضيين منذ البداية من خلال الجينات.
• تحسين الأداء الجينى Genetic Enhancement
وهى عبارة عن اجراء تعديلات جينية من خلال الحقن بواسطة نسخ جينات طبيعية توجد أساساً فى الجسم مما يصعب من اكتشافها مثل الجينات التى تنتج عوامل النمو والتستوستيرون وهذه الطرق من الممكن استخدامها لتحسين الاداء الرياضى وهو عمل غير أخلاقى ولكنه يطرح مجموعة كبيرة من الأخطار الصحية على الرياضيين.