مقالة علمية بعنوان "العلاقة بين علم الإحصاء والاختبار والقياس في التربية الرياضية"للتدريسي في كلية التربية الرياضية (أ.د سعد فتح الله العالم) تاريخ الخبر: 27/10/2024 | المشاهدات: 507

مشاركة الخبر :

يعتبر الاختبار والقياس الركيزة الأساسية فى البحث العلمي التطبيقي بصفة عامة، وفى مجالات التربية البدنية والرياضة بصفة خاصة فان البيانات التي تتم عليها المعالجات الإحصائية للوصول الى النتائج ما هى إلا بيانات ناتجة من وسائل القياس ووسائل جمع البيانات المتعددة، فعملية جمع البيانات لها أهمية في كل من الطريقة العلمية أو الطريقة الإحصائية على السواء، فالمعالجات الإحصائية تتم على ما يتم جمعه من بيانات بوسائل جمع البيانات المختلفة، ولذا فانه من الصعب الحديث عن الطرق الإحصائية التطبيقية، دون التعرض للقياس والاختبار، ولذا نؤكد على أهمية القياس فى البحث العلمى، حيث أن التحليل الإحصائي للبيانات المتحصل عليها من قياس متغير واحد أو أكثر، يعتمد على هذه المتغيرات وطريقة قياسها ونوع البيانات الناتجة منها ولذا فان للاختبار والقياس أهمية لا تقل عن أهمية الإحصاء فى البحوث التطبيقية في شتى المجالات ومنها التربية البدنية وعلوم الرياضة.
توجد علاقة جوهرية وهامة تربط كل من علم الإحصاء التطبيقى وعلم القياس والاختبار بشكل وثيق، فعلم الإحصاء يعتمد فى إجراءاته على معرفة نوع البيانات الناتجة من وسائل القياس، حيث يترتب على نوع البيانات تحديد طريقة المعالجة الإحصائية، وهناك بعدا أخر للعلاقة بين علم الإحصاء التطبيقي وعلم الاختبار والقياس تتضح بدرجة كبيرة عند بناء وتقنين الاختبارات ووسائل القياس، حيث تعد الأساليب والطرق الإحصائية عملية أساسية في التحقق من دقة وسلامة وسائل القياس قبل استخدامها، فمن خلال طرق الإحصاء يتحقق ربط مقاييس الأداء البدني بالمفاهيم النظرية لنظرية القياس، حيث تعتبر مفاهيم بناء وتقنين الاختبارات مفاهيم نظرية منطقية يتم أثباتها باستخدام الطرق الإحصائية.
ويمكن تحديد اتجاهات العلاقة بين الإحصاء والقياس في ثلاث أبعاد هي :-
- معالجة وتحليل وتفسير البيانات
- تفسير نتائج البحوث
- بناء وتقنين وسائل القياس
ويعتبر قياس المتغيرات والظواهر اى مجال من المجالات بدقة أحد أهداف العلم، ومحور العديد من الدراسات فيه، وبالتالى فان مدى تقدم أي علم من العلوم يعتمد بدرجة كبيرة على مدى تقدم وسائل قياس متغيراته ودقتها وجودتها وحساسيتها والتي تعد دليل تقدمه، فالعلم يتقدم من خلال تطوير طرق القياس المستخدمة فيه، وان تقدم العلم في كثير من الأحيان يقاس بمدى تقدمه في دقة قياس المتغيرات.